منذ أن نزل أول عدد من «المساء» إلى الأكشاك في شتنبر 2006، وهي تتعرض لكل أشكال «القصف» والمضايقات، التي كان أولها حكم قضائي وُظِّف فيه «سوط» العدالة ل»إخراس» صوتها «المزعج»، وهو الحكم الذي قضى بتغريم الجريدة 600 مليون سنتيم في «قضية القصر الكبير»، وهي غرامة خيالية ولا تتناسب مع حجم «الضرر» ، حسب العديد من الحقوقيين. وعندما لم ينفع «مسلسل» الغرامات الثقيلة مع «المساء» وواصلت مسيرة نجاحها وظلت تحتل المرتبة الأولى ضمن الجرائد الوطنية للسنة الرابعة على التوالي، اتخذت «الحرب» على «جريدة المغاربة الأولى» منعطفا آخر عندما أصبح أطر وصحافيو «المساء» يتعرضون، في واضحة النهار وفي الشارع العام، لاعتداءات إجرامية غامضة تستل فيها السكاكين والهراوات وعصي «البيزبول»!... وقد ابتدأت هذه الاعتداءات الغامضة التي تستهدف حياة وأرواح أطر وصحافيي الجريدة بأول اعتداء على مديرها رشيد نيني، عندما هاجمه 3 أشخاص مجهولين قبل ثلاث سنوات أمام محطة القطار في الرباط وانتهت بآخر اعتداء على مستشاره الشخصي عبد الله حتاشمؤخرا، نجا بعده من موت محقق، مرورا باعتداءات أخرى تمثلت في «حادثتي سير» غامضتين تعرض لهما عزيز العطاتري، صحافي الجريدة في مراكش، وسرقة ملف تحقيق صحافي من سيارة الزميل يوسف ججيلي، بعد زيارة قادته إلى مخيمات «تيندوف». ما زالت جريدة «المساء» تتصدر قائمة الصحف اليومية الوطنية الصادرة بالعربية من حيث المبيعات، حسب الأرقام الأخيرة التي أصدرها مكتب التحقق من الانتشار، وهو شركة فرنسية تعرف اختصارا ب»OJD». وسيرا على عادتها، تنشر هذه الوكالة، التي تعمل على مراقبة مبيعات الصحف والمجلات في المغرب، تقريرا سنويا عن نسب المبيعات ورواج المنشورات الوطنية. وقد احتلت «المساء» الصدارة في صنف الجرائد اليومية الصادرة بالعربية، بمعدل تسويق يومي بلغ 113401 نسخة، متبوعة بجريدة «الصباح»، التي سوقت بمعدل 71435 نسخة يوميا، ثم «الأحداث المغربية»، بعدد نسخ بلغ 16127 نسخة في اليوم، فيما تصدرت «الأسبوع الصحفي» لائحة الأسبوعيات الصادرة بالعربية بإقرار الOJD توزيعها بمعدّل 38239 نسخة من كل إصدار خلال العام 2010، تليها أسبوعية «الأيام»، المسوّقة بما مقداره 14138 نسخة كمعدل لإصداراتها خلال العام المنصرم أيضا. وتصدرت أرقام توزيع اليوميات الفرنسية اليومية جريدة «لوماتان»، التي سوقت ل22043 نسخة يوميا خلال العام الماضي، ثم جريدة «ليكُونوميست»، بتوزيعها 19743 نسخة، متبوعة ب»لُوبينيُون» بمعدل 16508 نسخة. ويعتبر هذا الرقم الذي سجلته «المساء» رقما ضخما، خصوصا عند مقارنته بالرقم الإجمالي الذي نشرته «OJD» سنة 2010 في ما يخص مجموع مبيعات الجرائد اليومية الوطنية، الذي وصل إلى302.277 نسخة في اليوم. وأبانت هذه الأرقام أن قراء جريدة «المساء» في تزايد مستمر، رغم بعض الإشاعات التي تُروّج العكس، خاصة بعد اعتقال مديرها رشيد نيني، وهو الأمر الذي تكذبه الأرقام، وهي تشير إلى أن بعض الأعداد وصلت فيها مبيعات الجريدة إلى 136000 نسخة في اليوم، وهو ما يفسر أن ل»المساء» قراء أوفياء لم ولن يتخلوا عنها في هذه المحنة التي تجتازها. وتعتبر مبيعات «المساء» حالة استثنائية، حيث عرف قراؤها تزايدا بنسبة تفوق 12%، أي بما يقارب 12.500 قارئ جديد. وقد جاءت نتائج «OJD» لتؤكد ما سجلته قبيل سنوات في ما يخص التراجع العام لنسبة الجرائد المسوَّقة في المغرب، حيث بلغ هذا التراجع نسبة 3% في 2010. أرقام المبيعات خلال الأشهر الخمسة الأخيرة ما زالت مبيعات جريدة «المساء» تتصدر لائحة مبيعات الجرائد الوطنية المكتوبة، خلافا لما روج له البعض، في أكثر من مناسبة، بعد حادث اعتقال رشيد نيني، مدير «المساء ميديا»، ضمن «خطة» يقودها بعض «خصوم» هذه الجريدة وأعداء النجاح، بل تكشف هذه الأرقام الخاصة بالخمسة الأشهر الأخيرة من سنة 2011 (انظر جانبه) أن «المساء» ما زالت دائما في الصدارة، بل إن مبيعاتها وصلت في بعض أعداد نهاية الأسبوع إلى 136000 نسخة، فيما وصل معدل المبيعات لشهري مارس وأبريل الأخيرين إلى 117 ألف نسخة في اليوم الواحد، فيما وصل معدل المبيعات لشهر ماي المنصرم إلى 113 ألف نسخة في اليوم... وهي أرقام تؤكد بالملوس، حسب عبد الرحيم إيد لحاح، مدير شركة «الوسيط بريس»، الموزعة للجريدة، أن «القارئ المغربي ذكي ولديه وفاء للجريدة التي يجد فيها نفسه من خلال المواضيع التي تتناولها».