نظمت مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث على مدى يومين المهرجان الوطني الحادي عشر للمقاومة تحت شعار «من أجل صيانة الذاكرة الوطنية». وأوضح عبد الكريم الزرقطوني، الكاتب العام للمؤسسة، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الدورة ستعمل على إعادة قراءة الصفحات الخالدة التي خلفها جيل مقاوم عايش الرواد وتشرب من قيم الوطنية السامية، مضيفا أن الأمر يتعلق بسبعة من رجال المقاومة هم سعيد بونعيلات والحسين برادة ومبارك الورداني والحسين سرحان ومستور البوهالي ومحمد الظاهر والحسين الخطابي. وأشار إلى أن هذا التكريم، الذي حضره، على الخصوص، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، يشكل التفاتة رمزية ومقدمة لما ستعمل المؤسسة على القيام به مستقبلا، خاصة تكريم الأسماء التي كان لها شرف الإسهام في معارك الحرية والاستقلال, استحضارا لسيرهم الخالدة. وأوضح الزرقطوني أن حضور نور الدين حشاد، نجل الشهيد فرحات حشاد رائد الحركة العمالية بتونس وأحد أبرز رموز العمل الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، وعلي دراع، سليل أسرة شهداء المقاومة والحركة الوطنية بالجزائر فضلا عن عدد من الدبلوماسيين المغاربيين, يروم بالأساس مد جسور التواصل مع ذاكرة المقاومة المغربية على مستوى المغرب العربي الكبير كما يدل على الروابط الأخوية التي تجمع هذه البلدان. وأضاف أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة سانحة لاستحضار الكفاح المشترك من أجل استقلال المغرب العربي من براثن الاستعمار، مشيرا إلى أن المؤسسة تعتزم في هذا الإطار تنظيم الملتقى المغاربي الأول لأبناء شهداء المنطقة المغاربية. وأضاف أن المؤسسة تعتزم إطلاق ثلاثة مشاريع إشعاعية وتواصلية، تراهن عليها من أجل توسيع دوائر عمل المؤسسة في مجال ترسيخ قيم الوطنية وثوابت المواطنة الراشدة. وقال إن المشروع الأول يتعلق ببلورة تصور متقدم حول آليات تفعيل مبتكرات التواصل الحديثة مع مجموعات شبابية مغربية داخل الوطن وخارجه من أجل تلقيح التجارب ولتخصيب الرؤى حول الانتظارات المستقبلية لهذه الفئة العمرية التي يراهن عليها من أجل تحصين مغرب اليوم. وأضاف أن المشروع الثاني يروم توسيع دائرة منشورات المؤسسة قصد الإسراع يسد الثغرات التي لا زالت تعتري مجال تلقي المعارف التاريخية الخاصة بتجربة المقاومة الوطنية ضد الاستعمار. وأشار إلى أن طموحات المشروع الثالث تستهدف تطوير الأشغال على الوسائط السمعية البصرية وتوظيفها لتصريف مضامين خطابات الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة وتقريب دلالتها من اهتمامات الأجيال الصاعدة. وأشادت مجموعة من المداخلات بأهمية المقاومة المغربية في العمل على مساعدة العديد من البلدان التي كانت بدورها مستعمرة, مضيفين أنها كانت تشكل، آنذاك، نموذجا يقتدى به. وتضمن برنامج المهرجان الوطني ال11 للمقاومة، الذي نظم بتنسيق مع المندوبية وبتعاون مع العديد من الشركاء يومي 17 و18 يونيو الجاري، عرض شريط لمجموعة من المقاومين المحتفى بهم, فضلا عن إلقاء أناشيد وطنية أداها تلامذة الثانوية الإعدادية الزرقطوني.