أقدم شباب محتجون ينتمون إلى حركة «20 فبراير» في مدينة الناظور على محاصرة نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال لقاء «تواصلي» تم عقده أول أمس الثلاثاء في المركب الثقافي للمدينة، حمل شعار «نعم لدستور الدولة الديمقراطية الحديثة». ورفع المحتجون الشبان في وجه نبيل بنعبد الله شعارات متعددة، من بينها: «باراكا من الفساد، راكم شوهتو البلاد»، و«عاقا بيه عاقو بيه، ولاد الشعب عاقو بيه». ويقول أحد المحتجين ل«المساء» إن غضبهم على نبيل بنعبد الله يندرج ضمن استيائهم من بعض زعماء الأحزاب والسياسيين المغاربة، مضيفا أن الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية رفض منح أحد المتدخلين الكلمة التي كان قد وعده بها، حيث إنه بعدما وقف أحد الشبان لاستعراض مداخلته، قام نبيل بنعبد الله بصده موضحا له أن تدخله سيكون بعد انتهاء العرض المقدم خلال اللقاء التواصلي، وهو ما لم يتم الوفاء به، حسب المتحدث، حيث تم الإعلان عن انتهاء اللقاء دون منح الراغب في التدخل الكلمة. وصدحت حناجر الشباب المحتج بشعارات ضد نبيل بنعبد الله الذي حاول الحفاظ على هدوئه، وهو محاصر بجموع المحتجين الذين ثاروا ضده، معتبرين أن ما أقدم عليه هو أمر غير مقبول بتاتا، كما واجهوه باللافتة المعلقة على باب مركب الناظور الثقافي والتي تشير إلى أن الوافدين ولجوا إلى لقاء «تواصلي»، وبالتالي فإنه كان عليه أن يستمع إلى أسئلة المواطنين المتدخلين ويفتح باب النقاش. وفي اتصال ل«المساء» بنبيل بنعبد الله، أوضح هذا الأخير أنه حل بمدينة الناظور في إطار حملة حزب التقدم والاشتراكية المدافعة عن الدستور الجديد، مؤكدا أن الأمر كان يتعلق بمهرجان حزبي. وقال بنعبد الله إنه ليس لأحد الحق في التحدث باسم الشعب، فالأحزاب السياسية ومكونات الحركات الحقوقية والنسائية هي بدورها مكون من مكونات الشعب. وأضاف نبيل بنعبد الله أن المهرجان تم في أجواء جيدة، وأنه فعلا قبل بمنح خمس دقائق لأحد المتدخلين، لكنه لا يعقل أن يمنح الفرصة لأكثر من مواطن من أجل التدخل لأن ذلك كان سيتطلب أكثر من 3 ساعات أخرى. «مهرجان حزب التقدم والاشتراكية كان خطابيا للدفاع عن الدستور الجديد، ولن أقبل ب أن يتحول إلى مهرجان لفسح المجال للمعارضين للدستور»، هذا ما أوضحه بنعبد الله بلهجة حازمة قاطعا الطريق على من قال في حقهم إنه «لا يريد أن يصفهم بكونهم غير ديمقراطيين». وأكد المتحدث أن «أقلية تتكون من 20 فردا، بعضهم ينتمون إلى حركة 20 فبراير، أرادت أن تفرض رأيها في المركب على حزب بأكمله، وهو ما لن نقبله». ونوه بنعبد الله، خلال اللقاء التواصلي المنعقد في الناظور، بالإصلاحات الأخيرة التي عرفها المغرب، مشيرا إلى أنها كانت بعيدة عن المغاربة قبل 5 أشهر، مثلما وجه التحية إلى حركة 20 فبراير وأشاد بها لأنها «دعمت الأداء السياسي». وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال اللقاء ذاته، إنهم في الحزب «يستمعون إلى آراء شباب 20 فبراير، إلا أن ما عملوه يكشف عن توفرها داخليا على آراء مختلفة ومتباينة». ودافع المسؤول الحزبي عن منهجية مشروع الدستور المغربي المعدل باعتبار «المنهجية الداعية إلى مجلس تأسيسي خيالية وغير قابلة للتحقيق، لأن المغاربة سيكونون مطالبين بالتصويت لأناس غير معروفين وسط انعدام ضمانات للتقدميين وغيرهم تجاه عدم صعود أصحاب الشْكَارْة».