في إطار الحملة الاستفتائية الخاصة بموعد فاتح يوليوز ترأس نبيل بنعبدالله، بصفته أمينا عاما لحزب التقدم والاشتراكية، لقاءا تواصليا عقد بالمركب الثقافي لمدينة الناظور عشية الاثنين 21 يونيو واختار فرع التنظيم عقده بشعار “نعم لدستور الدولة الديمقراطية الحديثة”. بنعبدالله خرج من القاعة تحت شعارات منددة بما اعتبر من لدن محتجين، منتمين لحركة 20 فبراير بأنه منضو تحت لواء ممارسات غير ديمقراطية.. إذ رفعت في وجه الأمين العام لل PPS شعارات من قبيل: “عاقو بيه.. ولاد الشعب عاقو بيه” و”براكا من الفساد.. راكُو شوهتو البلاد” و”بنعبدالله سير بحالك.. الناظور ماشي ديالك” و”هذا الريف واحنا ناسو.. بنعبدالله يجمع راسو”. وكان نبيل بنعبد الله قد قوطع من لدن أحد قياديي 20 فبراير بالناظور أثناء إدلاء الزعيم الحزبي بمداخلته وتطرقه لمواقف تأييد الأحزاب والنقابات.. إذ ذكر المقاطع كبير التقدميين الاشتراكيين بموقف الكنفدرالية الديمقراطية للشغل ما حذا ببنعبد الله إلى الرد على هذا المعطى عبر الإشادة بموقف نقابات أخرى ومنها وعد مقاطعه بمنحه حق التدخل ل5 دقائق.. وما إن وقف الشاب المنتقد لقصد المنصة حتى صده أمين عام الPPS بداعي أن تدخله سيكون بعد انتهاء عرض الموعد.. وهو ما لم يتحقق بإعلان انتهاء اللقاء فور انتهاء بنعبدالله. وحاول أمين عام حزب التقدم والاشتراكية تمالك جأشه أمام أصوات منتقديه المدينين لتنصله من وعد آني نطق به أمام الجميع وموثق له بتسجيلات اللقاء، إذ تذرّع نبيل بنعبدالله بكون الحدث مهرجانا خطابيا غير قابل للتدخلات في الوقت الذي واجهه منتقدوه باللافتة المعلقة بباب مركب الناظور الثقافي والتي تنص على أن الوافدين ولجو إلى لقاء تواصلي. وكان كبير الPPS قد أعلن في بداية كلمته بأنه قرر التحدث بسعادة المناضل، وأردف: “لم أكن أتصور في يوم من الأيام بأن أكون قائما على حملة لمشروع دستور المصالحة مع مكونات المجتمع المغربي وروافده وهو أيضا الدستور الجريء الذي يقر برسمية اللغة الأمازيغية”.. هذا قبل أن يسترسل: “كانت هناك جرأة في صياغة مشروع الوثيقة الدستورية لأن الأحزاب المقدمة لمذكرات بخصوص الموضوع كانت أقلية.. وهنا أقول شكرا لملك مصلح تشبث بالثوابت.. في دستور ديمقراطي متقدم وحداثي طوى صفحة الماضي بشكل واضح بدءا من تصديره”. وأقر بنعبدالله بأن هذه الإصلاحات كانت بعيدة عن المغاربة قبل 5 أشهر، وزاد: ” حركة 20 فبراير نوجه لها التحية ونشيد بها لأنها دعمت الأداء السياسي.. فنحن نستمع لآراء شباب 20 فبراير، إلا أن ما علمناه يكشف عن توفرها داخليا على آراء مختلفة ومتباينة.. كما أن مناضلي حزب التقدم والاشتراكية متواجدون بالحركة ضمن عدد من المدن والقرى”. ودافع ذات المسؤول الحزبي عن منهجية مشروع الدستور المغربي المعدل باعتبار “المنهجية الداعية لمجلس تأسيسي خيالية وغير قابلة للتحقيق.. لأن المغاربة سيكونون مطالبين بالتصويت لأناس غير معروفين وسط انعدام ضمانات للتقدميين وغيرهم تجاه عدم صعود مُولْ الشْكَارْة”، وأردف: “كان بإمكان الملك أن يأتي، في 9 مارس، ويتحدث عن مؤامرة خارجية. ولكنه قرر الإعلان عن إنصاته للشعب واستجابته للمطالب عبر مدخل الإصلاح الدستوري ..ومن شجاعة المناضل أن يعترف بذلك، لأن الملك لم يستخدم العسكر والبلطجة كباقي الدول الشاهدة للحراك ويعمد لقتل المحتجين.. لأن هذا الانحراف كان بإمكانه جر البلاد إلى حرب أهلية عوض الانخراط في التغيير مع الاستقرار”.. وواصل بنعبدالله دفاعة عن التوجه الحالي بتعليقه: “صلاحيات الدستور الحالي تخول للملك إقرار تغييرات دستورية دون إحادث أي لجنة استشارية عملت على ضم يساريين راديكاليين سبق وأن مروا من السجون وعاشوا بالمنفى. أما عن أدائه كممثل لحزبه وسط آلية التتبع لأشغال صياغة الدستور أورد بنعبد الله أن مناقشة خطوط الوثيقة قد تمت في 10 ساعات، قبل أن يزيد: “ليلة الخميس السابقة لخطاب الملك أدخلنا 5 تعديلات جوهرية ضمن الدستور”.. كما دعا إلى التصويت ب “نعم” وسط إقبال كثيف على المشاركة، من ثم قرن تفعيل مقتضيات الدستور بوجود إشارات قوية تمنع استعمال المال في الانتخابات، وحياد حقيقي للإدارة، وكذا إفراز نخب سياسية حقيقية من لدن الأحزاب، وأردف: “الدستور الجديد محتاج لطبقة سياسية من نوع آخر”.
شارك -------- أضف تعليقا Click here to cancel reply. الإسم (مطلوب) البريد الإلكتروني (لن ينشر مع التعليق) (مطلوب) الموقع الإلكتروني