اقتحمت مجموعة من معطلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات، مساء الأربعاء 08 يونيو الجاري، بناية عمالة إقليمبركان بعدما تسلل 7 أعضاء من مكتب فرع الجمعية، الذين كانوا حاضرين إلى جانب لجنة الدعم في جلسة حوار مع ممثل العمالة، إلى إحدى القاعات التي قفزوا من نافذتها واحدا تلو الآخر حتى تمكنوا من الوصول إلى سطح البناية ليتلحق بهم معطلون آخرون كانوا مرابطين خارج البناية، وهناك رفعوا شعارات مطلبية جددوا من خلالها تمسكهم بملفهم المطلبي في شموليته ومحملين المسؤولية كاملة للسلطات الإقليمية في بركان، التي لم تلتزم، حسب تعبيرهم، بالوعود التي قطعتها على نفسها أثناء جولات الحوار السابقة. ولم يكتف المعطلون برفع الشعارات، بل عمد اثنان منهم إلى الصعود إلى أعلى البناية مهددين برمي نفسيهما من هناك إلى الأرض إذا لم يقدم لهم المسؤولون في الحال ضمانات حقيقية لتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه أثناء جولات الحوار. حادث احتلال المعطلين لسطح بناية العمالة والتهديد بالانتحار استنفر السلطات الإقليمية، إذ اتصل مسؤولو العمالة بأعضاء لجنة الدعم مجددا بعدما كانوا قد انسحبوا من جلسة الحوار، وقد نجحت اللجنة المذكورة بعد أزيد من 3 ساعات من الحوار مع المعطلين في ثنيهم عن تنفيذ التهديد بالانتحار وإخلاء سطح البناية لفسح المجال أمام أسلوب الحوار، ولاسيما أن عمالة بركان راسلت الإدارة المركزية بشأن موضوع التوظيف الذي يتطلب بعض الوقت، ولم تتوصل مصالحها المختصة لحد الآن بأي جواب. تبقى الإشارة إلى أن مقر العمالة شهد إنزالا أمنيا مكثفا، خاصة من قبل القوات المساعدة التي كانت في حالة تأهب قصوى استعدادا للتدخل من أجل إخلاء البناية من المعطلين، الذين كانوا قد هددوا مؤخرا بإحراق أنفسهم أمام مقر العمالة، حيث عملوا على إحضار قنينات من البنزين وارتدى بعضهم أكفانا استعدادا لتنفيذ التهديد لولا تدخل لجنة الدعم التي تمكنت من إقناعهم بالعدول عن ذلك. وقد عبرت مجموعة من فعاليات المجتمع المدني التي التقتها «المساء» في بركان عن تضامنها المطلق مع المعطلين في معركتهم من أجل انتزاع حقهم المشروع في الشغل، ولم يعد مقبولا، حسب مسؤول جمعوي، أن يظل ملف المعطلين بالمدينة رغم قلة عددهم بدون حلول فعلية، في الوقت الذي يمكن فيه منحهم أكشاكا ودكاكين ورخصا للنقل المزدوج بالإضافة إلى إشراك الجماعات المحلية والمؤسسات الخاصة بالإقليم في عملية معالجة المشكل.