في الوقت الذي كان ينتظر تفعيل بنود المشروع السياحي الذي صاغه المجلس الإقليمي للسياحة في بركان، وخاصة ما يتعلق منه بإنشاء ثلاثة مسالك سياحية تربط كلا من بركان، السعيدية وتافوغالت، والتي من المنتظر أن تكون جاهزة نهاية شهر يونيو الحالي، لازالت شركة «فيوليا» للنظافة تتماطل في بدء جمع النفايات بجماعة تافوغالت القروية بدون أن تكون هناك مبررات معقولة، حسب مصادر من مجموعة الجماعات بإقليمبركان، التي أوضحت ل«المساء» أن مجموعتهم قامت، بتنسيق مع عمالة بركان والمجلس القروي لتافوغالت، بجميع الإجراءات القانونية المطلوبة، حيث راسلت شركة «فيوليا» يوم 01/04/2009 في موضوع جمع النفايات المنزلية بتراب تافوغالت، على أساس أن الجماعة عضو بالمجموعة، طبقا للقرار الوزاري رقم 61 بتاريخ 13 يونيو 2007، إلى جانب كل من بلدية بركان وسيدي سليمان الشراعة وبوغريبة وزكزل. وقد خصص المجلس القروي 34 مليون سنتيم سنويا للشركة المذكورة، إلا أنه وبالرغم من هذا، فإن «فيوليا»، تتابع مصادرنا، لم تأخذ الموضوع بالجدية المطلوبة، فما كان من المجموعة إلا أن بعثت بمراسلة أخرى إلى الشركة بتاريخ 01/02/2010 مرفوقة بتصميم من إنجاز المجلس القروي لتافوغالت، يحدد الأزقة والأماكن التي يجب أن تستهدفها عملية الكنس ومسار جمع النفايات المنزلية. وبناء على هذا التصميم، حددت «فيوليا» مقابلا ماليا رأى فيه المجلس القروي مبلغا مبالغا فيه ويفوق طاقة الجماعة المالية، لاسيما وأنها من أفقر الجماعات بإقليمبركان، لذلك اقترح أن يتم تخفيض اليد العاملة من 14 عاملا إلى 7 عمال، وهو المقترح الذي استجابت له شركة «فيوليا». وبعد ذلك أنجزت مجموعة الجماعات، تحت إشراف عمالة بركان، ملحقا للمشروع تحت رقم 08/2007 المتعلق بالتدبير المفوض لأعمال الكنس والنظافة، وهو الملحق الذي وقعته كل من شركة «فيوليا» مركزيا ومجموعة الجماعات ومهندس العمالة، في حين رفض القابض البلدي التوقيع عليه بدعوى أنه غير معني سوى بالاطلاع عليه، ولم يقدم، حسب نفس المصادر، أي مبرر مكتوب حتى يتم إرفاقه بالملحق الذي يفترض أن يبعث إلى المصالح المركزية من أجل المصادقة النهائية عليه. إجراء القابض هذا، أضافته المصادر ذاتها إلى إجراءات أخرى تأخذها شركة «فيوليا» للنظافة مبررا للتهرب من جمع نفايات تافوغالت لبعدها، من جهة، عن مكان المطرح العمومي بحوالي 17 كلم، إلى جانب صعوبة الطريق والمسالك المؤدية إلى الجماعة، مما جعل الشركة لازالت لم تمكن مجموعة الجماعات بالإقليم من نسخة المرفق الذي يتضمن كل الوثائق المتعلقة بعملية تدبير مرفق النفايات بتافوغالت حتى يتم تفعيل بنوده، الشيء الذي يكشف عن رغبة حقيقية في الإجهاز على حق أشهر منطقة سياحية في المغرب في الاستفادة من خدمات شركة «فيوليا»، مما أضحى يهدد ليس فقط المؤهلات الإيكولوجية للمنطقة، بل يضرب في الصميم مختلف المشاريع السياحية والتنموية التي يراهن عليها إقليمبركان والمنطقة الشرقية برمتها.