في الثانية صباحا من يوم 28/5/2009 تقدم إلى مصلحة الدرك بحد السوالم شخص رفقة صديقه ، حيث صرح الأول بأنه اعترض سبيله ثلاثة أشخاص مجهولون عند خروجه من الشركة التي يعمل بها حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، وكان آنذاك مرفوقا ب (م.س) الذي يعمل معه في نفس الشركة، وقد لاذ بالفرار بعدما عاين صديقه يتعرض للضرب والجرح من طرف أولئك الأشخاص وأنه لا يزال ملقى على الأرض بمكان الاعتداء. وعند انتقال عناصر الضابطة القضائية إلى عين المكان عاينت الضحية ملقى على الأرض جثة هامدة وبالقرب من رأسه سلسلة حديدية وتظهر عليه آثار جرح متوسط في رأسه، وجرح عميق على جنبه الأيسر، وكانت ثيابه ملطخة بالدماء. اعتراض السبيل باشرت الضابطة القضائية بحثها في الموضوع فاستمعت إلى (ن) الذي صرح بأنه يوم الحادث دخل إلى العمل رفقة صديقه حوالي الثالثة بعد الزوال، ولما انتهيا خرجا حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، وفي طريقهما إلى مسكنهما شاهدا ثلاثة أشخاص يمشون أمامهما، وكان المكان مظلما وخاليا من المارة، ولما اقتربا منهم تقدم نحوهما اثنان، فيما بقي الثالث بعيدا، ودون أن يكلماهما أشهرا في وجهيهما سكينين. في تلك اللحظة أخرج الضحية سلسلة حديدية كانت معه وضرب بها أحدهما، فيما لاذ هو بالفرار، فطارده أحدهما ولما سقط أرضا قام بتفتيشه وعندما وجد حافظة نقوده فارغة أخلى سبيله، ولما ابتعد عنهم أخذ ينادي صديقه (م.س) بأعلى صوته، فلما لم يجبه أدرك أنه أصيب بمكروه، فتوجه إلى مسكنه وأخبر أخاه وأصدقاءه، الذين عادوا إلى مكان الحادث فوجدوا الضحية ساقطا أرضا وملطخا بالدم، فتوجه من جديد إلى الشركة وأخبر المسؤول الذي رافقه هو الآخر إلى عين المكان، ولما تفقد الضحية وجده قد فارق الحياة. بحث وتحقيق من خلال التحريات التي قامت بها عناصر الضابطة القضائية بدوار البوهالة غير بعيد عن مسرح الجريمة، واستنادا إلى الملابس والأوصاف التي أدلى بها مرافق الضحية تم التوصل إلى هوية أحد الجناة، ويدعى (ج.ب). وبعد انتقال عناصر الأمن إلى مسكنه واستفساره عن ذلك اللباس بدأ يتلعثم واعترف باقترافه الجريمة رفقة(ع.د) و(ب.ب)، وبعد إجراء التفتيش بمنزل أهله تم العثور على الهاتف النقال الذي تعود ملكيته للضحية، إضافة إلى السكين أداة الجريمة بالمطبخ، وكذا المعطف الأسود الذي كان يرتديه وقت ارتكاب الجريمة. كما تم إلقاء القبض على(ع.د). الاستماع إلى المتهمين صرح (ب.ب) بأنه ليلة الحادث التقى بابني الدوار (ع.د) و(ج.ب) بالدكان الكائن بنفس الدوار وأخبرهما (ع.د) بحكم عمله بمعمل البلاستيك بأن شخصين غريبين يتحدران من إقليمسيدي قاسم يعملان معه وتربطهما علاقة جنسية مع بنات الدوار، وأن المعنيين بالأمر لديهما هواتف محمولة من النوع الجيد، ومن المحتمل أن تكون لديهما مبالغ مالية فقرروا اعتراض سبيلهما، والتقوا ليلتها في وقت محدد، وقد ارتدى معطفا وتسلح بسكين وكذلك فعل رفيقاه. وأثناء التربص بالضحيتين بقي (ع.د) بعيدا عنهما حتى لا ينكشف أمره لأن الضحيتين يعرفانه بحكم علاقتهما بالعمل، ولما قدما أرشدهما (ع.د) إليهما فتقدم (ب.ب) نحو الضحية وطلب منه ولاعة وبعد إجابته بأنه لا يتوفر عليها أخرج الجاني سكينا فأخرج الضحية سلسلة حديدية وضربه بها على كتفه ورأسه، فيما لاذ مرافقه بالفرار فقام (ج.ب) بمطاردته، وبعد الانفراد بالضحية وجه له عدة طعنات، وبعد إصابته سار الضحية حوالي مترين ثم سقط والدماء تنزف منه، وعندئذ فتشه فوجد لديه هاتفا نقالا سلمه لشريكه، ولما تفقد الضحية علم بأنه فارق الحياة ثم هربا معا في اتجاه سكناهما بعدما قاما بغسل أيديهما والسكينين بماء البئر. وعند الاستماع إلى (ج.ب) أكد أقوال صديقه (ب.ب) السابقة في الحادث، وأضاف بأنه هو من قام بمطاردة مرافق الضحية وأشهر في وجهه سكينا مده بها(ب.ب) ولما أدرك الشخص الذي طارده، طلب منه أن يسلمه ما بحوزته، إلا انه أجابه انه لا يتوفر على أي شيء فقام بتفتيشه وهو يهدده بالسكين، لكنه وجد حافظة نقوده فارغة، وبعد توسل الضحية ضربه برجله اليسرى وأخلى سبيله، وبعد هروبه رجع إلى مكان تواجد شريكه(ب.ب) فوجد الضحية(م.س)ساقطا أرضا والدم ينزف منه، وعندئذ هرب(ع.د) وسلمه (ب.ب) هاتف الضحية، ولما حركا جسم الضحية وجداه قد فارق الحياة، فغادرا المكان وبالطريق غسلا وجهيهما والسكينين. ولما وصل (ج.ب) إلى منزله أخفى الهاتف بدولاب الأواني كما أخفى السكين بالمطبخ، وأنكر أن يكون قد طعن الضحية. وعند الاستماع إلى(ع.د) أفاد بأنه هو من أخبر (ب.ب) و(ج.ب) بأن هناك شخصين ينحدران من إقليمسيدي قاسم يعملان معه يربطان علاقة جنسية مع بنات الدوار وأن لهما هواتف نقالة من النوع الجيد ومن المحتمل أن تكون معهما مبالغ مالية فقرر الترصد لهما والاعتداء عليهما، ولما اقترب الشخصان المستهدفان أرشد رفيقيه عليهما، بينما بقي عن بعد يترقب تنفيذ الخطة، وفور مشاهدته (ج.ب) ينفرد بمرافق الضحية و(ب.ب) يوجه طعنات للضحية لاذ هو بالفرار دون انتظار إنهاء رفيقيه للعملية. أمام المحكمة أدرجت المحكمة ملف القضية بعدة جلسات حضرت «المساء» أطوارها، وأشعر المتهمون بالمنسوب إليهم، فأجاب(ب.ب) بأنه حوالي الحادية عشر ليلا التقى بالضحيتين وأن (ع.د) سبق أن أخبره أن الضحية على علاقة بابنة خالته، وأنه أخذ يتحدث إلى الضحية ومرافقه فسأله عن طبيعة علاقته بالفتاة، فوقعا في سوء تفاهم وأخرج الضحية سلسلة وأخذ يضربه بها، فقام هو بضرب بالضحية مرتين على وجهه بواسطة السكين، فيما صرح بأن (ج.ب) هو من طعن الضحية. لكن(ج.ب) أنكر ضرب الهالك، مؤكدا أنه كان يحمل سكينا عندما لحق بمرافق الهالك، وأن أداة الجريمة كانت بحوزة (ب.ب). وبعد مناقشة المحكمة القضية ودراستها محتويات الملف، ونظرا لما صرح به المتهم وكذا مرافق الضحية، ثبت لهيئة المحكمة أن المتهم(ب.ب) ارتكب جناية الضرب والجرح العمدين بواسطة السلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، بعد إعادة تكييف جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. كما ثبت للمحكمة أن المتهم الثاني(ج.ب) ارتكب جناية محاولة السرقة الموصوفة بعد إعادة تكييف جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد اعتبارا لشهادة مرافق الضحية وإنكار المتهم في سائر مراحل المحاكمة أن يكون قد طعن الضحية.أما المتهم الثالث فقد رأت المحكمة أن جناية المشاركة في السرقة الموصوفة ثابتة في حقه باعتباره هو من دل باقي المتهمين على أن الضحيتين يتوفران على هواتف محمولة من النوع الجيد. لهذه الأسباب قضت غرفة الجنايات الاستئنافية بتأييد الحكم الابتدائي في حق (ب.ب) والحكم عليه بعشر سنوات سجنا نافذا من أجل جناية الضرب والجرح العمدين بواسطة السلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه بعد إعادة تكييف جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد إليها، وبمؤاخذة المتهم(ج.ب) من أجل السرقة الموصوفة بعد إعادة تكييف جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والحكم عليه بسنتين اثنتين (سنة حبسا نافذا وأخرى موقوفة التنفيذ)، وبمؤاخذة المتهم(ع.د) من أجل جناية المشاركة في السرقة الموصوفة والحكم عليه بسنتين اثنتين (سنة حبسا نافذا وأخرى موقوفة التنفيذ).