في مواجهة «شراسة» بكتيريا «إيكولاي»، التي تهدد أرواح الناس، يشك العلماء في أن مصدر تلوث الأطعمة ربما يكون ناجما عن عدم مراعاة احتياطات النظافة العامة في المزارع أو بعد نقل منتجات هذه المزارع إلى المتاجر أو المطاعم. وقد أودى هذا الداء، الذي يجتاح أوربا، بحياة 19 شخصا، على الأقل، فضلا على إصابة أكثر من 1700 في شتى أرجاء أوربا. وخلُص العلماء، الذين يُجْرون أبحاثا على هذه السلالة الفتاكة في أوربا، إلى أنها ذات درجة تسمم عالية، علاوة على قدرتها على إفراز مادة صمغية نادرة تسهم في التصاقها بأمعاء المرضى ليتسنى لها إفراز سمومها، مما يسبب الإسهال والقيء. أما في الحالات الحادة، فإنها تسبب تحلل مكونات الدم ومهاجمة الكلي، مما يفضي إلى الإصابة بالغيبوبة وإلى اعتلال وظائف أعضاء الجسم وربما إلى السكتة الدماغية. ويخشى العلماء، حسب «رويترز»، أن تكون هذه السلالة من البكتيريا، المعروفة علميا باسم «أشيريكيا كولاي»، هي أشرس سلالة تصيب البشر من حيث درجة سميتها. ومعظم سلالات «ايكولاي» غير وبائية، بل إنها تمد الإنسان بفيتامين «ب»، إلا هذه السلالة «اللعينة»، التي تُروّع أوربا حاليا، وتعرف باسم» سلالة شيجا»، المفرزة للسموم. وينكب العلماء على تفسير تفشي المرض ومصدره، حيث ترجح بعض النظريات أن يكون ناجما عن بعض محطات إنتاج الغاز الحيوي، إذ إن البكتيريا تتكاثر خلال عمليات التخمر لإنتاج هذا الغاز. وقد تعثرت جهود رصد مصدر العدوى الناجمة عن تناول مكونات السلطة من الخيار إلى الخس والطماطم، نظرا إلى تنوع مصادر هذه الخضروات، إذ أنها ترد من عدد كبير من المنتجين من عدة دول. غير أنه نُقِل عن مسؤول ألماني قوله إن بقوليات مستنبتة مزروعة في ألمانيا ربما تكون السبب وراء تفشي البكتيريا المعوية (إيكولاي) التي أودت بحياة 22 شخصا وأصابت أكثر من 2000 في شتى أنحاء أوربا.