يركز العلماء الألمان جهودهم، حاليا، بحثا عن قرائن تقودهم إلى مصدر السلالة الفتاكة من البكتيريا المعوية (ايكولاي). وأفادت صحيفة لوبيكر ناخريتشتن أن الذين أصيبوا بالسلالة البكتيرية عقب ارتيادهم المطعم منهم مسؤولون في مصلحة الضرائب الألمانية وسائحون من الدنمرك. وقال فيرنر زولباخ، عالم الكائنات الحية الدقيقة بجامعة المركز الطبي في ولاية شليسفيج هولشتاين، «لا يمكن إلقاء اللوم على المطعم. إلا أن سلسلة الإمداد والتموين يمكن أن تمدنا بخيوط مهمة عن كيفية تسلل الكائن المسبب للمرض». ولم ترصد السلطات الألمانية حتى الآن مصدر هذه السلالة البكتيرية التي أودت بحياة 19 شخصا على الأقل في أوروبا فضلا عن إصابة أكثر من 1700 شخص في 12 دولة. وترتبط الإصابات جميعها بزيارة مناطق في شمال ألمانيا. وتوفيت امرأة ألمانية - وهي احد مسؤولي الضرائب بمنطقة لوبيك - بعد إصابتها بالسلالة البكتيرية. وظهرت على معظم المصابين أعراض تحلل مكونات الدم وانطلاق البولينا وهي من بين الأعراض القاتلة التي تؤثر على الكلي مباشرة. وقال رئيس اتحاد العاملين بمصلحة الضرائب لرويترز "إن مجموعة مسؤولي الضرائب كانوا يحضرون مؤتمرا ضريبيا وتناولوا الطعام بهذا المطعم في 13 ماي الماضي". وقالت صحيفة لوبيكر ناخريتشتن إن جميع المصابين تناولوا الطعام بين يومي 12 و14 ماي الماضي. وأفادت مجلة فوكوس الألمانية أن المسؤولين يحاولون إثبات نظرية مفادها أن العدوى انطلقت في مطلع ماي من هامبورج وظهرت أعراض المرض على المصابين بالسلالة البكتيرية بعد أسبوع وهو ما يتفق وفترة الحضانة الخاصة بسلالة ميكرب (ايكولاي). ويعتقد أن تلوث الأطعمة سببه عدم مراعاة احتياطات النظافة في المزارع أو بعد نقل منتجات هذه المزارع إلى متجر أو مطعم. وأصدرت السلطات الصحية تحذيرات عديدة لتجنب تناول الخضروات الطازجة في شمال ألمانيا وقالوا إنه تم الإبلاغ عن نحو 200 إصابة جديدة بالسلالة البكتيرية الفتاكة خلال اليومين الماضيين. وحاولت المعاهد الصحية الأوروبية طمأنة المستهلكين بأنه يمكن تجنب الإصابة بغسل الخضروات والأيدي جيدا قبل الأكل. وتعثرت جهود رصد مصدر العدوى نظرا لتنوع مصادر مكونات السلاطة من الخيار إلى الخس والطماطم إذ أنها ترد من عدد كبير من المنتجين من عدة دول. ومن بين الدول التي انتشرت إليها العدوى النمسا وجمهورية التشيك والدنمرك وفرنسا وهولندا والنرويج واسبانيا والسويد وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة. وقد توصل العلماء الذين يتابعون أبحاثهم على هذه السلالة الفتاكة في أوروبا إلى أنها ذات درجة سمية عالية علاوة على قدرتها على إفراز مادة صمغية نادرة تسهم في التصاقها بأمعاء المرضى. ويخشى العلماء من أن تكون هذه السلالة من البكتيريا المعروفة علميا باسم (اشيريكيا كولاي) هي أشرس سلالة تصيب البشر من حيث درجة سميتها. ومعظم سلالات (ايكولاي) غير ممرضة بل أنها تمد الإنسان بفيتامين (ب) إلا ان هذه السلالة اللعينة التي تروع أوروبا حاليا والمعروفة باسم (0104 اتش 4) فتعرف باسم سلالة شيجا المفرزة للسموم. وبمقدور هذه السلالة الالتصاق بجدران أمعاء المرضى ليتسنى لها إفراز سمومها مما يسبب الإسهال والقيء أما في الحالات الحادة فإنها تسبب تحلل مكونات الدم ومهاجمة الكلي مما يفضي إلى الاصابة بالغيبوبة واعتلال وظائف أعضاء الجسم وربما السكتة الدماغية.