تدخلت عناصر تابعة لفرقة مكافحة العصابات التابعة لمصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن فاس لاعتقال شاب وصف من قبل بعض محتجي حركة 20 فبراير ب«صاحب شاقور فاس»، وذلك بعدما عمد هذا الشاب، وهو في حالة غير عادية، إلى محاولة منع الطلاب القاعديين من مواصلة التظاهر مساء يوم أول أمس الأحد، في وسط المدينة، في إطار نزولهم إلى الشارع للاحتجاج. وظهر الشاب الذي كان يحمل راية وسيفين وسلسلة وهدد المحتجين ب«التدخل» لفض احتجاجهم وعمد الى نزع ملابسه. ودامت العملية أكثر من 6 دقائق، ولم يمنع هذا «التدخل» الطلاب القاعديين من مواصلة رفع شعاراتهم الراديكالية، في وقت خلف الحادث ذعرا وسط عدد من المحتجين الذين لاذوا بالفرار خوفا من الاعتداء، قبل أن يعودوا إلى الصفوف بمجرد اعتقال الشاب الذي أعاد إلى أذهان عدد منهم صور ومشاهد «صاحب شاقور سلا» الذي ظهر في أشرطة هدد فيها أعضاء الحركة. وقد نزلت حركة 20 فبراير إلى الشارع بفاس وسط إنزال أمني مكثف لعناصر القوات المساعدة وقوات التدخل السريع، دون تسجيل أي تدخل طيلة مسارها في وسط المدينة. وسبق هذا النزول إلى الشارع لقاء عقدته بعض مكونات مجلس الدعم مع مسؤولين في السلطات المحلية تقرر بناء عليه «الترخيص» لتنظيم هذه المسيرة التي تراوح عدد المشاركين فيها طبقا لأحد المنظمين 4000 مشارك. وسارت هذه المسيرة التي غطى على جل شعاراتها مقتل كمال العماري بآسفي يوم الخميس الماضي متأثرا بإصاباته أثناء تدخل أمني لفض احتجاجات الحركة يوم الأحد 29 ماي الماضي، حسب رواية حركة 20 فبراير. ومنع المتظاهرون من المرور بالقرب من مقر ولاية جهة فاس بولمان وولاية الأمن ومقر القناة الثانية، وأشارت المصادر إلى أن مسار التظاهرة رسم مسبقا بين أعضاء لجنة الدعم وبين مسؤولين في الولاية في الاجتماع الذي سبق التظاهرة. ولم يرفع المحتجون من الصور إلا صور الشهيد كمال العماري، وذلك إلى جانب بعض الصور للشاب كمال الشايب، الذي سبق بدوره أن توفي في مدينة صفرو نتيجة تأثره بإصابته أثناء تدخل أمني شهدته الاحتجاجات مساء يوم 20 فبراير. ورفع بعض المتظاهرين صور المتوفين الخمسة في احتجاجات الحسيمة في 20 فبراير. وشهدت الشعارات التي رفعت «شحنات» زائدة مقارنة مع الشعارات التي كانت الحركة ترفعها في السابق، وقال المتظاهرون إنهم يطالبون ب«إسقاط الفساد»، وعبروا عن رفضهم للاستفتاء القادم حول الدستور واصفين إياه ب«المسرحية». كما رفعوا شعارات تتهم المسؤولين المحليين بالمدينة ب«الشفارة بالعلالي». وفسر عضو من حركة 20 فبراير بفاس تخلي القوات العمومية عن المقاربة الأمنية العنيفة، بالسياق الجديد الذي خلفه «استشهاد مناضل الحركة كمال عماري. وقال عضو في مجلس دعم الحركة ل«المساء» إن هذه الاحتجاجات تحمل رسالة إلى السلطات مفادها أن قمع الاحتجاجات ليس هو الحل، وبأن التدخلات العنيفة في حق المتظاهرين لن تدفعهم إلى العودة إلى الوراء. وطالب السلطات ب«التعقل» والاستجابة لمطالب الحركة.