خلق منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، جدلا حادا بين الفعاليات الرياضية والمنتخَبين وعموم الرأي العام المحلي جراء إعلانه عدم استطاعة الوزارة والحكومة بناء ملعب يتسع ل30 ألف متفرج بمواصفات دولية في مدينة آسفي وقال، في تصريح نقلته القناة الثانية خلال مشاركته في الجامعة الربيعية لنادي أولمبيك آسفي لكرة القدم، أنه اتفق مع رئيس المجلس البلدي لآسفي على بيع «ملعب المسيرة» وتحويله إلى مشروع تجاري وعلى تحويل الأموال المتحصلة من ذلك إلى مساهمة بقيمة 50 في المائة لبناء ملعب جديد. واشترط بلخياط على منتخَبي مدينة آسفي أن تكون مساهمة البلدية بقيمة 50 في المائة من كلفة بناء مشروع ملعب جديد قدر قيمته المالية ب30 مليار سنتيم على مساحة قرابة 40 هكتارا. وأشارت مصادرنا إلى أن مسؤولي مجلس المدينة، في شخص رئيس بلدية آسفي، عبّر عن استحالة ذلك على اعتبار أن ديون وعجز البلدية ترتفع إلى 27 مليار سنتيم، وأمام هذا الوضع، أوضحت مصادرنا أن وزير الرياضة ورئيس مجلس مدينة آسفي اتفقا مبدئيا على تفويت ملعب المسيرة وتحويل عائدات هذه العملية إلى مساهمة مالية من أجل بناء ملعب جديد بمواصفات دولية. وفي تعليقه على هذا الخبر، نفى إدريس الثمري، الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية ونائب رئيس مجلس مدينة آسفي، في تصريح خاص ب»المساء»، علمه بهذا الاتفاق المبدئي الذي جرى بين وزير الشباب والرياضة ورئيس مجلس المدينة، مضيفا أن المجلس لم يتطرق قط، في جميع مداولاته، إلى احتمال بيع وتفويت «ملعب المسيرة»، البلدي، مشددا على أن قضايا تهُمّ أملاك الجماعة ومكتسبات المدينة لا يتم الاتفاق بشأنها خارج مؤسسة المجلس، حسب قوله. وفيما أبدى المتحدث ذاته، في السياق نفسه، تحفظه على مسألة بيع أو تفويت «ملعب المسيرة»، البلدي، معتبرا إياه معلمة تاريخية تحتفظ بذاكرة الرياضة المحلية والوطنية طيلة القرن العشرين وأن مسألة تمويل ملعب جديد لا تمر، بالضرورة، عبر بيع الملعب الحالي، عبّر خلدون الوازاني، رئيس نادي أولمبيك آسفي لكرة القدم، في المقابل، عن موقف شخصي، في تصريح ل»المساء»، معتبرا أنه يرى أن ملعب المسيرة البلدي لم يعد صالحا لممارسة كرة القدم وأن المدينة في حاجة إلى نقلة نوعية نحو الاحتراف والقطع مع أدوات وبنيات رياضية من الزمن الماضي، حسب تعبيره. إلى ذلك، علق عبد السلام حلي، رئيس جمعية محبي كرة القدم في آسفي، على مسألة بيع ملعب المسيرة البلدي بقوله إنه «جريمة» أخرى ستُرتكَب في حق المدينة، مذكرا بنفس الإجراء الذي نُفّذ في حق ملعب «الجريفات»، الذي تم تفويته لسوق ممتاز وقيل لنا وقتها إن الأموال المتحصّلة من عملية البيع سيتم إنشاء ملعب معشوشب تعويضا لملعب «الجريفات»، وهي العملية، يضيف المتحدث ذاته، «لم يتم تحقيقها حتى الآن، ويعلم الله فيم صُرِفت أموال بيع ملعب الجريفات»، حسب قوله. من جهته، قال سمير كًودار، نائب رئيس مجلس مدينة آسفي، أن «الحكومة ووزارة الشباب والرياضة، التي تُشيّد الملاعب في كل المدن المغربية، تجد الأموال الكفيلة بذلك، وحين تحط الرحال بآسفي، تنقطع عنها الميزانيات ويطلب من مدينة خارجة للتو من قفص «صناعة الإرهاب» وتكافح من أجل رفع الديون والعجز عنها ومحاربة الأحياء الهامشية، أن تبيع ملعبها البلدي من أجل تمويل مشروع بناء ملعب جديد بمواصفات دولية.. والحال أن هذا مشروع يجب أن تلتزم به الحكومة وليس مجلس المدينة».