كشفت معطيات ميدانية حصلت عليها «المساء» أن الدخل المتحصل من بيع علب لصاق «السيلسيون» وقنينات كحول الحريق للأطفال والمنحرفين في مدينة آسفي تدر على أصحابها أزيد من مليون سنتيم لكل تاجر من أباطرة هذه المواد المخدرة الذين ينتشرون بشكل علني، سواء في شارع إدريس بناصر أوبزنقة الحديقة العمومية وبحي بياضة والمدينة القديمة. واستنادا إلى معطيات ذات صلة، فقد كشفت مصادر مطلعة أن الطلب على علب «السيلسيون» وقنينات كحول الحريق ترتفع بشكل مهول خلال اللقاءات الكروية التي تعقد بمدينة آسفي وأيضا خلال أيام نهاية الأسبوع، فيما ربطت مصادر أخرى ارتفاع معدل الجرائم، سواء الخطف أوالتهديد بالسلاح الأبيض أوالسرقة بالعنف في محيط الأحياء التي توجد بها أقوى نقط بيع «السيلسيون» وكحول الحريق، بحاجة أطفال الشوارع والمنحرفين وقطاع الطرق إلى الأموال التي تكفيهم لشراء ما يحتاجونه من هذه المخدرات الشعبية التي تباع بشكل علني لجميع فئات المجتمع. وقالت مصادر «المساء» إن تنظيم بيع وتوزيع علب «السيلسيون» يتم وفق ضوابط عمل «المافيات»، مضيفة أن في مدينة آسفي توجد مخازن ضخمة لتخزين ما يحتاجه أطفال الشوارع والمنحرفون من هذا المخدر الفتاك، مشيرة إلى أن متاجر المواد الغذائية التي تبيع هذا المخدر مع قنينات كحول الحريق ليست سوى واجهة للاغتناء السريع عن طريق بيع هذه المخدرات الشعبية، مؤكدة أنه لا يعقل أن يحتفظ صاحب دكان صغير لبيع المواد الغذائية بأزيد من 10 آلاف علبة من «السيلسيون» داخل دكانه. وسجلت فعاليات حقوقية بمدينة آسفي تنامي انتشار مظاهر اصطفاف عدد كبير من الأطفال والشباب والمنحرفين وأصحاب السوابق أمام دكاكين معروفة ببيع هذه المخدرات والخمور الشعبية، وانعكاس ذلك على معدلات ارتفاع الجريمة واتساع مظاهر الانحراف والعنف واغتصاب الأطفال وسرقة المارة، في وقت تشير مصادر مقربة من أجهزة الأمن أن هناك فراغا قانونيا يعيق متابعة هؤلاء، وأن الإجراءات التي كانت تتم في السابق هي حجز تلك المواد وتوقيع التزام بعدم بيعها ثانية. إلى ذلك، سجلت مصادرنا وجود تواطؤ كبير بين عدد من أعوان السلطة وباعة «السيلسيون» والكحول، مضيفة أن أغلب الدكاكين التي تنشط على مدار الساعة وحتى ما بعد منتصف الليل في بيع تلك المواد تقوم بذلك بجانب دوائر أمنية ومقاطعات حضرية وحتى أمام دوريات الأمن، مضيفة أن الطلب على هذه المواد المخدرة فاق في السنين الأخيرة كل التوقعات وأن «السيلسيون» الذي كان حكرا على المنحرفين وأطفال الشوارع أصبح اليوم في مدينة آسفي يباع لفئات عديدة من الشباب المتعلم الذي دخل عالم الإدمان بسبب رخص سعر هذه المواد.