يواصل المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب التحقيق مع جندي سابق في صفوف القوات المسلحة الملكية، ينحدر من مدينة العيون، في مدى علاقته بعناصر الخلية التي تم تفكيكها شهر يوليوز الماضي والمشتبه في علاقتها بعناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وقد تم توقيف هذا الجندي، الذي قضى سنتين في الخدمة العسكرية، في 25 يوليوز الماضي. ومنذ ذلك التاريخ، تؤكد مصادر من عائلته، ظل مصيره مجهولا. ويتعلق الأمر بهرام عبد العزيز، من مواليد 1983 بالدار البيضاء، أعزب، يمتهن بيع الأعشاب بعد أن قضى سنتين في سلك الجندية وطالب بإعفائه من الخدمة. ويروي والده أن العناصر الأمنية، بزي مدني، التي ألقت القبض عليه، قامت باقتحام منزل العائلة الكائن بحي الفداء بالعيون السفلى وتفتيشه تفتيشا دقيقا مع مصادرة جواز سفره ودفتره العسكري دون تقديم أي مبرر قانوني لعملية التفتيش. وفي اتصال للأب بمفوضية الشرطة بالعيون للاستفسار عن مصير ابنه، تم إخباره بأن الأخير لا يتواجد بأي مخفر للشرطة بالعيون وأن اعتقاله يحتمل ارتباطه بملف الإرهاب. واكتفت عناصر النيابة العامة، التي التجأ إليها والده ليخبرها بفقدان واختفاء ابنه بعد اختطافه من طرف عناصر أمنية، بتسجيل الاسم الكامل للابن وعنوانه وبتقديم وعد إلى الأب بإخباره في حال ورود معطيات جديدة. وفي الوقت الذي لم يفض فيه التحقيق الذي باشرته فرقة مكافحة الإرهاب بتنسيق مع إدارة مراقبة التراب الوطني- الديستي- مع ستة عناصر أخرى تم توقيفها من نفس المنطقة منذ 25 يوليوز الماضي ولم يكشف عن مصيرها إلى حد الآن، لازال المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ينتظر رد وزارة العدل على المراسلة التي بعث بها إليها للاستفسار عن مكان تواجد الموقوفين وأسباب اعتقالهم. وقال عبد الإله بنعبد السلام، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إنهم لم يتلقوا أي رد من طرف الجهات الوصية بشأن حالات الاختطاف الأخير التي عرفتها مجموعة من المدن المغربية، ضمنها العيون التي شهدت 4 حالات، وأكادير التي سجلت فيها 3 حالات. واتهم بنعبد السلام عناصرغير مخول لها قانونيا القيام بمهام الاعتقال بالوقوف وراء هذه الاختطافات مشيرا، في تصريح ل»المساء»، إلى أن جميع العناصر المختفية يتم إيدعها مراكز اعتقال غير رسمية وغير معروفة، وهذا الأمر مخالف للقانون، علما بأن جميع العناصر المختفية قد مر على اعتقالها ما يزيد على شهر. من جانبه، أوضح والد المعتقلين بنعمارة المنحدرين من مدينة العيون أنه لم يتوصل بأي إشعار من قبل الضابطة القاضية منذ اقتياد ولديه يوم 25 يوليوز الماضي إلى وجهة غير معلومة من قبل 6 عناصر بزي مدني كانوا على متن سيارة تابعة لباشوية المدينة من أمام باب مسجد بلدية المرسى الواقعة جنوبالعيون، مضيفا، في اتصال هاتفي مع «المساء» انه زار جميع أقسام الشرطة وسجني سلا والقنيطرة ولم يعثر لهما على أثر. يذكر أن جميع هذه العناصر التي تم اعتقالها بمدينة العيون تنحدر، في الأصل، من مدن أخرى كأكادير والدار البيضاء والصويرة وصفرو.