«الاستئصال هو مشكلتنا في المغرب، وبالتالي فإننا نعلنها حربا ضروسا لاهوادة فيها مع من يريدون استئصال عقيدتنا». بهذه العبارات استهل محمد الفيزازي مداخلته في الهواء الطلق بمدينة الفنيدق أمام أكثر من 1000 شخص من الحاضرين. وقال الفيزازي، في أولى خرجة له بالمدينة المحاذية لسبتة المحتلة، إنهم «سيغزون المغرب بيتا بيتا، لا بسيف ولا بقنبلة، بل بالحجة الدامغة على عظمة الدعوة الإسلامية». وتجنب الفيزازي خلال مداخلته التطرق إلى حيثيات اعتقاله، فيما انتقد الحالة الراهنة التي يعيشها المغرب، مشيرا إلى «أنه حان الوقت ليتعامل معنا الحاكم بالإسلام».كما وجه الفيزازي انتقادا قويا لعلماء المغرب بسبب صمتهم على ما يجري، وقال: «أدعو علماء الأمة المغربية إلى الانضمام إلى هذه المسيرة العظيمة وعدم التخلف عنها»، في إشارة منه إلى حركة 20 فبراير والحراك السياسي والاحتجاجي الذي تعرفه بلادنا. «اليوم يومكم، فنحن لا نؤمن بعالم يجلس خلف الركب، بل بعالم يتزعم التغيير بالحجة»، يخاطب الشيخ الفيزازي بنبرة حادة علماء المغرب. وأكد المعتقل السياسي السابق على خلفية الأحداث الإرهابية ل16 ماي 2003، والذي أفرج عنه مؤخرا، على ضرورة إحداث تغيير شامل، ساخرا ممن وصفهم بمعادي الإصلاح والتغيير بأن «القطار قد فاتهم». من جهته، وصف عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الزيارة التي قام بها رؤساء الفرق البرلمانية لمعتقل تمارة السري «بالضحك على الذقون» ومجرد محاولة لتبييض الجرائم المقترفة فيها. وقال حامي الدين: «من حقنا أن نقول إن بلادنا عرفت وتعرف معتقلات سرية كمركز تمارة المشؤوم، الذي مر منه العديد من المعتقلين وتم تعذيبهم بوسائل جهنمية لاستخراج الاعترافات منهم». وأكد أستاذ العلوم السياسية على «ضرورة تشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق، بدل الزج بالبرلمان خارج منطق الدستور، الذي يعطي له الحق في آليات محددة للعمل، تتمثل أساسا في تشكيل لجنة لتقصي الحقائق أو مهام استطلاعية». وعرفت كلمة الافتتاح إعراب الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بالفنيدق عن التضامن اللامشروط مع مدير جريدة «المساء» رشيد نيني، واصفا ارتباط السلطة القضائية بالتشريعية والتنفيذية ب«خالوطة» لا يمكن معها إصلاح القضاء. حضور الفيزازي لإلقاء مداخلة له تحت يافطة العدالة والتنمية، وصفه مراقبون بالتقارب الكبير الذي بدأ يجمع بين الطرفين، حيث سبق له أن صرح في مداخلة له، في إطار فعاليات الحملة الدعوية لمنظمة التجديد الطلابي بتطوان، التي استضافتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل، بأنه «يتمنى الفوز لحزب العدالة والتنمية وأن يصير بنكيران رئيسا للوزراء والرميد وزيرا للعدل»، وهو التصريح الذي فسره هؤلاء بالتقارب الواضح بينهما.