علمت «المساء» أن فريقا من برلمانيي دائرة آسفي الجنوبية والشمالية تقدم بطلب لقاء مستعجل مع الوزير الأول، عباس الفاسي. وحسب المعطيات المتوفرة حتى الآن فإن المبادرة تروم، في نظر أصحابها، تعبئة الحكومة في الأشهر القليلة المتبقية من عمرها من أجل استصدار قرارات تنموية من شأنها فك العزلة عن مدينة آسفي، خاصة بعد التصاق تهمة «صناعة الإرهاب» بها جراء تفكيك خلية عادل العثماني، المشتبه في وقوفه وراء تفجير مقهى «أركانة» بمراكش. وأشارت مصادر مقربة من هذه المبادرة، إلى أن أصحابها، وأغلبهم من أعضاء البرلمان المحسوبين على الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية باسم دائرة آسفي، قد أجروا اتصالات مكثفة خلال الأيام الجارية قصد لقاء الوزير الأول عباس الفاسي، وأن من شأن الاجتماع به، حسبهم، الإسراع بإخراج مشاريع تنموية مستعجلة ولو في الدقائق الأخيرة من عمر الحكومة، «الأمر سيكون مفيدا في الظرفية الحالية التي تمر منها مدينة آسفي»، حسب قول محمد كاريم، برلماني استقلالي ورئيس مجلس مدينة آسفي. وقال كاريم في تصريحات ل«المساء» إن اللقاء بالوزير الأول سيكون فرصة لنضعه أمام الصورة الحقيقية التي تجتازها مدينة آسفي في الظرفية الحالية التي اتسمت بأحداث كلها تتصل بتهمة «صناعة الإرهاب»، مضيفا أن المدينة في حاجة إلى دعم مالي خاص وإلى الإسراع بإخراج عدد من المشاريع التنموية والهيكلية إلى حيز الوجود ولو في الساعات الأخيرة من عمر الحكومة. وعن توقيت هذه المبادرة وعدم تحرك برلمانيي المدينة في وقت سابق، علق محمد كاريم، بصفته منسقا لمبادرة لقاء الوزير الأول، بأن للظرف الذي تمر منه المدينة خصوصية تستعجل فك الحصار عنها حتى لا تتحول إلى مشتل خلفي لصناعة الإرهاب والتطرف، مضيفا أن لقاءهم بالوزير الأول سيكون فرصة لتقديم مقترح باستعداد مجلس جهة عبدة دكالة للتمويل الفوري ل25 بالمائة من كلفة مشروع الطريق المزدوج الذي سيربط مراكشبآسفي، وما على الحكومة عبر وزارة التجهيز والنقل إلا أن تكمل البقية، حسب قوله. وفيما أشار محمد كاريم إلى أن لقاءهم بالوزير الأول سيعرف أيضا تدارس سبل دعم المدينة عبر رخصة استثنائية مالية من وزارة الداخلية حتى يستعيد مجلس المدينة عافيته ويحقق توازنا في ميزانيته المثقلة ب27 مليار سنتيم من العجز والديون المترتبة عن المجالس السابقة، قال في المقابل إدريس التمري، الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بآسفي، إن توقيت اللقاء بالوزير الأول يبدو أنه مرتبط بأجندة انتخابية، مضيفا أن اعتزام بعض برلمانيي آسفي لقاء الوزير الأول في آخر الساعات من عمر هذه الحكومة هو صحوة انتخابية متأخرة، متسائلا في الآن نفسه: أين كان برلمانيو آسفي خلال ولايتين حكوميتين لم يبرمج فيهما إصلاح الطريق بين مراكشوآسفي ولم ينجز خلال كل هذه المدة أي مشروع هيكلي حقيقي للمدينة. وقلل إدريس التمري من جدوى هذه المبادرة وأبدى تحفظه حول ظروف إجرائها وتوقيتها، قبل أن يضيف قائلا: «ومع ذلك سننتظر ما ستسفر عنه».