استمع قاضي التحقيق، المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أول أمس الاثنين، في إطار الاستنطاق التفصيلي، لمشتبه فيهما في الاعتداء الإرهابي على مقهى "أركانة" بمراكش، ضمنهما المشتبه به الرئيسي، عادل العثماني. وعلمت "المغربية"، من مصدر مطلع، أن قاضي التحقيق سيستمع، في إطار الاستنطاق التفصيلي، للمتهمين بشكل فردي، قبل مواجهتهم مع بعضهم، خلال الأيام القليلة المقبلة، مضيفا أن المشتبه به الرئيسي اعترف بكل ما نسب إليه في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي أحيلت على قاضي التحقيق. وحسب المصدر ذاته، نصّب أربعة أشخاص، أصحاب محلات تجارية توجد بالقرب من مكان الاعتداء، أول أمس الاثنين، أنفسهم كطرف مطالب بالحق المدني، بسبب الأضرار المادية والجسمانية، التي لحقتهم جراء الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مقهى أركانة، يوم 28 أبريل الماضي. وسيركز قاضي التحقيق، خلال أسئلته مع المشتبه بهم السبعة، على مصادر تمويل الخلية، وكيفية صنع المتفجرات، وكيفية اعتناقهم الفكر الجهادي. ولم تستغرق مدة الاستماع إلى المتهمين السبعة وقتا طويلا، أثناء مرحلة الاستماع التمهيدي، قبل استدعائهم من جديد والاستماع إليهم بشكل فردي، في إطار الاستنطاق التفصيلي. وتوصل قاضي التحقيق بمحاضر مفصلة تضم مئات الصفحات، بعد أن انتهت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من أبحاثها مع المشتبه به الرئيسي، عادل العثماني، الملقب ب"صهيب"، بمعية ستة مشتبه بهم آخرين، متحدرين جميعا من مدينة آسفي. وقال مصدر مطلع، ل"المغربية"، إن أفراد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بشارع الروداني، في الدارالبيضاء، لم يجدوا صعوبة في الاستماع إلى عادل العثماني، الذي اعترف بالتهم المنسوبة إليه بتفصيل، وسرد، في محاضر قانونية، كيف اعتنق "الفكر الجهادي"، وكيف خطط للعملية الإرهابية قبل أشهر. ويتابع المشتبه بهم السبعة، الذين يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن مكناس، من أجل تهم تتعلق ب"تكوين عصابة إجرامية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وحيازة وتصنيع المتفجرات، والانتماء إلى جماعة دينية محظورة" كل حسب المنسوب إليه. وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أحالت المشتبه بهم يوم 18 ماي الجاري على الوكيل العام للملك، بعد انتهاء مدة الحراسة النظرية. وكان آخر المعتقلين محمد رضى، البالغ من العمر 32 سنة، والملقب بأبي حفص، الذي كان، بدوره، بائع أحذية، ولم يذكر اسمه أثناء التحقيقات مع العثماني، إلا في الأطوار الأخيرة. يذكر أن مقهى أركانة، بساحة جامع الفنا في مراكش، تعرض، يوم 28 أبريل الماضي، لاعتداء إرهابي، تسبب في مقتل 17 مواطنا مغربيا وأجنبيا، وإصابة 21 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.