في تطور نوعي لحركة 20 فبراير، تتغيب الوجوه النقابية والحزبية التي سبق أن ظهرت، في العديد من المناسبات، مشاركة في فعاليات حركة 20 فبراير. وقد تزامن هذا الغياب مع قرار المنع الذي توصل به العديد من الفاعلين من أعضاء الحركة. وقد أسفر التدخل الأمني، الذي وُصِف من طرف المتظاهرين بالعنيف وغير المسبوق، عن إصابة مجموعة من الأشخاص وُصِفت إصاباتهم بالخفيفة، في حين سجلت إصابة واحدة قيل إنها تتسم بنوع من الخطورة، فيما تم اعتقال خمسة أشخاص تم إطلاق سراحهم بعد التأكد من هوياتهم. وسجل هذا التدخل في مجموعة من المواقع، الأول بقرب محطة الحافلات في حي المسيرة، في حدود الساعة العاشرة، لم تسجل فيه أي حادثة بل تم تفريق المتظاهرين، بينما سجلت حالات الاعتقال المذكورة في حي الداخلية، إذ شهد محيط مركب جمال الدرة إنزالا أمنيا مكثفا تجاوز عدد السيارات فيه 40 سيارة، كما تم تفريق المتظاهرين ومطاردتهم من طرف قوات الأمن بزي مدني. وقد تمكنت الحركة من تفادي التدخل الأمني في إنزكان، حيث اضطرت الحركة إلى تغير المسار الذي كان مقررا، إذ كان من المقرر أن تنطلق مسيرة من أكادير وأخرى من حي بنسركاو والثالثة من إنزكان ليلتقي الجميع في الدشيرة الجهادية، إلا أن قرار التدخل الأمني جعل القائمين على المظاهرة يعدلون مسارها، حيث اختاروا المرور عبر شارع المختار السوسي في اتجاه تراست، وتفادى المتظاهرون المرور عبر الشوارع الواسعة وفضلوا المرور عبر بعض الأزقة الضيقة، الأمر الذي دفع أعدادا كبيرة من السكان إلى التجمع حول المظاهرة التي عرفت التحاق مجموعة من الأطفال، الأمر الذي سيجعل أي تدخل أمني في حقهم مكلفا. واستطاع أعضاء الحركة، بعد أن التحق بهم بقية المتظاهرين الذين تم تفريقهم بأكادير وبن سركاو، الاستمرار في التظاهر إلى حدود الساعة العاشرة ليلا من ليلة الأحد الماضي. وعلى غير المعتاد، صعّد المتظاهرون لهجتهم هذه المرة ضد لجنة تعديل الدستور، حيث رُفِعت شعارات ولافتات تعلن رفضها دستورا وصفته ب»الممنوح»، كما جدّدت الحركة مطالبتها بالحرية للمعتقلين من أعضاء الحركة، خاصة بعد وصول أنباء عن تدخلات أمنية واعتقالات في صفوف المتظاهرين في كل من الرباط والدار البيضاء. وبينما ركزت بقية الشعارات على المطالب الاجتماعية، شدّد المتظاهرون على مطلب إسقاط الفساد والاستبداد والمحسوبية والزبونية، وطالبوا بتعليم عمومي مجاني وبالصحة للمواطنين وبالعدالة الاجتماعية وبالمساواة وبالتوزيع العادل للثروات. ولم تخرج ألوان الطيف المشاركة عن المعتاد، حيث حضرت جماعة العدل والإحسان بشكل لافت، إضافة إلى جمعية «أطاك» وبقية الفعاليات الشبابية التي تشارك بشكل مستمر في تظاهرات الحركة.