صالح قمران، رئيس جمعية «شمس ورديغة لرعاية المعاقين» اعتقال رشيد نيني ثقب عميق في أوزون الإبداع الإعلامي، شرخ في جدار بوح اليراع، وضرب صميم في مخيلة القلم الإعلامي، الذي صدح بالحرية، وحارب الفساد في الأشخاص والمؤسسات، وحارب ما يمكن أن يصطلح عليه بإعاقة الإعلام المغشوش، فالحمام واليمام يهجر بطبيعته الأوكار والأقفاص والأصفاد. رشيد نيني امتطى صهوة جواد ثائر، وآثر على نفسه أن لا يسلك الأماكن السهلة والمنبسطة في تضاريس وجغرافية الإعلام، إنما بوعي إعلامي متفرد وجرأة في الطرح والمناقشة والتحليل عَبَر الصعب وسلك العتمات والدياجير وتجاوز الحواجز بقدرة خارقة على كتابة إعلامية عز نظيرها، ليقدم لنا عودا يوميا اسمه «شوف تشوف»كمرآة عاكسة لوجعنا اليومي ولخبزنا وملحنا وفرحتنا وكبوتنا.
محمد بيدغارن مسؤول في قطاع تابع لوزارة الفلاحة إن اعتقال الزميل والصحافي المتألق رشيد نيني، صاحب عمود «شوف تشوف»، الذي يعتبر نافذة لمحبي كتابات رشيد نيني ومتنفسا لهم، يكشف لهم فيه عن مختلف أوجه الفساد الذي يستشري في عدد من المؤسسات والأجهزة، فبدل الضرب على يد المفسدين تم إقفال نافذة الشعب «واستراحوا»، مما يدل على أن حرية الصحافة في المغرب ما تزال تراوح مكانها إن لم أقل إنها في تراجع، بعد حدث اعتقال الأخ المناضل رشيد نيني. ولا يسعني إلا أن أعبّر عن تضامني مع الصحافي رشيد نيني في محنته، وأرى أن محاكمته هي، بالتأكيد، محاكمة سياسية، وهذا ما يترجم شوق وحنين الأيادي الخفية التي كانت وراء فبركة هذا الملف إلى سنوات القمع والاعتقال. وأنا أستنكر وأدين بشدة هذا الاعتقال التعسفي.
نبيل بنعمرو - أستاذ بجامعة مولاي اسماعيل «أعبّر عن تضامني المطلق مع الأخ رشيد نيني، الذي يشكل اعتقاله انتكاسة وتراجعا عن المكتسبات التي حققها المغرب في العشرية الأخيرة في مجال التعبير عن حرية الرأي. هذه المكتسبات التي نعتز بها كمغاربة والتي تُولد عند جيراننا الشعور بالغبطة، لما يمثله المغرب من استثناء في المشهد الإعلامي العربي. بغض النظر عما يكتبه نيني في عموده اليومي، وسواء اتفقنا معه أو اختلفنا، مما لا يفسد للودِّ قضية، فإن قراءة مقالاته أصبحت من الروتين اليومي لأغلب المواطنين ومن كل الأطياف. لقد أحدث غياب عمود «شوف تشوف» فراغا جليا على مستوى الصحافة المقروءة، لا يُمكن سده إلا بعودة صاحبه إلى الكتابة. نتمنى أن تكون هذه المحنة سحابة صيف عابرة».
المجلس الجهوي لعدول استئنافية الحسيمة يتضامن مع رشيد نيني استنكر المجلس الجهوي لعدول استئنافية الحسيمة اعتقال الصحافي رشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء»، وندد، على لسان رئيس مكتبه، بمثل هذه الممارسات التي تسيء إلى سمعة المغرب، معتبرا أن «الصحافة الحرة يجب أن تمنح كل الضمانات والحرية لقول كلمة الحق والجهر بالحقيقة وفضح المفسدين، مساهمة منها في تنوير الرأي العام وكشف بؤر الفساد والمفسدين» وقال عبد الحفيظ أوراغ، رئيس المجلس الجهوي لعدول استئنافية الحسيمة، إن قمع الصحافة لا يخدم إلا أعداء الديمقراطية وحقوق الإنسان.
اتحاد المحامين الشباب وحراك من أجل كفاءات المغرب على هامش ندوة حول الشباب المغربي وسؤال المشاركة السياسية، المنظمة من طرف حراك من أجل كفاءات المغرب، بمقر هيأة المحامين في الرباط، عبّر جميع المشاركين عن تضامنهم المطلق واللا مشروط مع مدير نشر جريدة «المساء». وقد استنكر الكاتب العام لاتحاد المحامين الشباب، محمد اشماعو، «الحرب» الضروس التي تشنّها جهات معينة لإسكات صوت الصحافة المستقلة. كما عبّر أعضاء «حراك من أجل كفاءات سياسية» عن أملهم في الإفراج القريب عن رشيد نيني، معربين عن تأسفهم للاعتقال الذي يشكل تراجعا خطيرا في مجال الحريات العامة، كما عبّر الجميع عن كون هذه المتابعة القضائية ليست إلا محاولة لمنع حرية التعبير ومحاولة لإضعاف منبر يعد من المنابر الرائدة في الحقل الصحافي المغربي.