أمام حضور قياسي بمنصة أوم السويسي فاق 52 ألف متفرج، غنى يوسف إسلام (كات ستيفنس سابقا) في مهرجان موازين أغانيه الجديدة، التي سجلت عودته القوية إلى ساحة الغناء العالمي أو تلك التي صعدت به إلى سلم المجد والشهرة في فترتي الستينيات والسبيعنيات، ورددها معه الجمهور الحاضر عن ظهر قلب جعلته يتوقف عن الغناء لبرهة ويتوجه بالشكر قائلا : «thanks rabat». وحين كان يطالبه الجمهور بأسماء أغان معينة كان يجيبهم بلغة عربية «صبرا»، مؤكدا أنه سيشفي غليل عشاق موسيقاه. لوحة فنية رسمها الفنان البريطاني في حفل أول أمس حين تغنى بأغان من «ريبرتواره» الفني حين كان يحمل اسم «كات ستيفنس»، وهو يرتدي لباسا عصريا، ثم اختار أن يطل على جمهوره مرة أخرى وهو يرتدي الجلباب المغربي التقليدي الأبيض ليتغنى بأغان «يوسف إسلام»، في إشارة منه إلى أن كلا من «كات» و«يوسف» يكمل بعضهما البعض فنيا. وقد تغنى صاحب الرقم القياسي في عدد المبيعات (100 مليون ألبوم) بأغان تختصر في فلسفتها الرحلة التي قطعها من المسيحية، التي ولد عليها، مرورا بالبوذية والشيوعية، اللتين اتبعهما في عز ألقه الفني، وصولا إلى الإسلام، الديانة التي اعتنقها وجعلته يترك المجد المهني والفني عن طيب خاطر بعد أن أدرك أن الفن ليس مجرد عبث موسيقي، بل رسالة كونية إيمانية ومؤثرة إذا سارت في الطريق الصحيح، وهي الرسالة التي حملها معه في مهرجان موازين أو خلال جولاته الفنية في كل من أمريكا وأوربا، رسالة سلام وتفاهم في عالم يسوده سوء الفهم والنزاعات، كما يؤكد في جل تصريحاته. قبل حفله بأربع وعشرين ساعة، أكد يوسف إسلام بأن مشاركته في مهرجان «موازين» هي «فرصة رائعة للتفاعل»، وكانت فعلا فرصة للتلاقي والتفاعل مع جمهور، منهم من عاش حقبة كات ستيفنس ومنهم من عاش حقبة يوسف إسلام.