ترك الفنان العالمي يوسف إسلام أمس بالرباط بصمة مميزة بأدائه لأجمل أغنانيه في حفل فني أحياه مساء أمس الإثنين بمنصة حي السويسي بمدينة الرباط، وسط جمهوره ومحبي لونه الغنائي وذلك في إطار مشاركته في الدورة العاشرة لمهرجان موازين - إيقاعات العالم. ووسط تصفيق الجمهور، اعتلى الفنان يوسف إسلام الخشبة، ليقدم باقة من أجمل الأغاني خلال أمسية فنية جمعت بين الحضور المتميز لهذا الفنان صاحب الحس الفني المرهف، وحماس الجمهور الذي رحب بحرارة بالنجم العالمي. واستهل يوسف إسلام الحفل بأغنية "مايلز فروم نو وير" (بعيدا في مكان ما)، التي قال عنها مخاطبا الجمهور، إنها تحكي عن مرحلة مبكرة من حياته حينما بدأ يفكر في التغيير. وبعد إلحاح من الجمهور الذي توافد بكثافة، غنى الفنان البريطاني أغاني ألفها في الستينيات والسبعينات مثل " ذا ويند" (الريح) ممتعا جمهور منصة السويسي بصوته وكلماته وبراعته في العزف على القيتارة والبيانو. وبين أغنية وأخرى يتوقف الفنان البريطاني للحديث عن القصة وراء كل أغنية، كما تحدث عن دوافع تغيير إسمه، إذ باح للجمهور عن حبه لإسم "يوسف" و"كات" في الآن ذاته، مقترحا أداء الأغنية التي تعبر عن هذا الإحساس وعن تجربته الشخصية وهي أغنية "أن تكون ما يجب أن تكون". وفي منتصف الحفل قدم يوسف إسلام فيديو لأغنيته "بوتس أند ساند" من ألبوم "رود سينغر"،وهو آخر عمل أصدره، والتي أداها رفقة فنانة موسيقى الكونتري الأمريكية دولي بارتن وغادر المنصة لبضع دقاق ليعود مرتديا جلبابا مغربيا. وغنى يوسف إسلام للطفولة "وير دو دا شيلدرن بلاي" (أين يلعب الأطفال)، وللطبيعة "كينغ اوف تريز" (ملك الأشجار)، وكان أداؤه لأغنيتيه المشهورتين "فاذر آند سان" (الأب والإبن) و"وايلد وورلد " (عالم متوحش) الحدث المؤثر في الحفل حيث تعالت أصوات الجمهور لتنسجم مع صوته في الغناء. وكانت آخر أغنية أداها الفنان خلال هذا الحفل المتميز هي "دا بيلافد" (حبيب الله) التي تعبر عن حياته الروحية وحبه لرسول الله. وسحر إسلام الجمهور بعزفه على القيثارة التي انسابت منها الموسيقى وانتزعت تصفيقاته، حيث سافر بهم إلى زمن الكلمة والموسيقى الرائعة، وردد أغانيه وتفاعل معه خاصة بعد أدائه للأغاني التي لاقت صدى منذ انتشارها لأول مرة. وتألق النجم العالمي يوسف إسلام بإحساسه العالي وبمقدرته الفنية العالية التي مكنته من التجوال في كل المقامات الموسيقية، مؤكدا أنه فنان قادر في كل إطلالة على تأكيد إمكانات صوته وأن يبدع جملا موسيقية أنيقة تطرق أبواب المشاعر وتعبر عن قيم الجمال والسلام. وأكد هذا الحفل أن سحر أغاني يوسف إسلام لم تتوقف عند جيل محدد، بل ما زال يأسر الأجيال الحالية، وأنه لا يمكن أن يمر إسم هذا الفنان، الذي يعد من طينة الكبار، مرور الكرام بل يؤكد أنه حاضر في ذاكرة معجبيه. يذكر أن يوسف إسلام، (إسمه الأول ستيفن ديمتري جورجيو)، واشتهر بإسم (كات ستيفنز) ولد في لندن في 1948. وقد بدأ حياته الفنية في سن مبكرة بعد دراسة قصيرة للفن في سن 18 سنة، ينقسم مشواره الفني إلى مرحلتين، الأولى تلك التي حقق فيها نجاحا لا بأس به بعد أغنية "سأقتني بندقية"، واضطر إلى التوقف عن الغناء بسبب مرضه بالسل الذي كاد أن يودي بحياته وهو في سن 19 عاما، مما اضطره إلى الرقود بالمستشفى لمدة عام تقريبا. بعد رحلة المرض تلك بدأت المرحلة الثانية من حياته الفنية التي حقق فيها نجاحات رائعة، حيث حققت أغاني مثل "عالم متوحش" و"أشرق الصباح" شهرة عالمية. وفاز في السبعينات بجوائز كأفضل كاتب أغاني في بريطانيا.