ترك الفنان العالمي يوسف إسلام، أمس بالرباط، بصمة مميزة بأدائه لأجمل أغانيه في حفل فني أحياه مساء أمس الاثنين بمنصة حي السويسي وسط جمهوره ومحبي لونه الغنائي في إطار مشاركته في الدورة العاشرة لمهرجان موازين.. كما خلق الفنان مفاجأة من العيار الثقيل وهو يستهل الموعد بهجوم على السياسة الأمريكية من خلال شخص الرئيس السابق "جورج بوش الإبن"، كما رفع شارة النصر بسبابته ووسطاه عاليا وهو يطالب الشعوب المقهورة بالانتفاض. واستهل يوسف إسلام غناءه ب "مايلز فروم نو وير|بعيدا في مكان ما" والتي قال عنها مخاطبا الجمهور: "إنها تحكي عن مرحلة مبكرة من حياته حينما بدأ يفكر في التغيير".. كما غنى الفنان البريطاني الحامل قبل إشهار إسلامه اسم "كَاتْ ستِيفْنْسْ" أغان ألفها في الستينيات والسبعينات مثل "ذ ويند|الريح" جامعا بين روعة صوته وحس كلماته وبراعته في العزف على القيثارة والبيانو. وبين أغنية وأخرى عمل يوسف إسلام على التوقف للحديث عن القصة الكامنة وراء كل أغنية منها, كما تحدث عن دوافع تغيير إسمه, إذ باح بحبه لاسمي "يوسف" و"كات" في الآن ذاته.. مقترحا أداء الأغنية التي تعبر عن هذا الإحساس وعن تجربته الشخصية وهي: "أن تكون ما يجب أن تكون". وفي منتصف الحفل قدم يوسف إسلام فيديو لأغنيته "بوتس أند ساند" من ألبوم "رود سينغر", وهو آخر عمل أصدره، جيث أداها رفقة فنانة موسيقى الكونتري الأمريكية دولي بارتن وغادر المنصة لبضع دقاق ليعود مرتديا جلبابا مغربيا. كما غنى يوسف إسلام للطفولة "وير ذ تشيلدرن بلاي|أين يلعب الأطفال", وللطبيعة "كينغ أوف ثريز|ملك الأشجار"زيادة على أدائه المؤثر لأغنيتيه المشهورتين "فاذر آند سان|الأب والابن" وكذا "وايلد وورلد|عالم متوحش".. في حين كانت آخر أغنية أداها "كَاتْ" خلال حفله هي "ذ بيلافد|حبيب الله" وما تعبر عن حياته الروحية وحبه لرسول الله. يذكر أن يوسف إسلام اسمه الأول هو "ستيفن ديمتري جورجيو" قبل أن يشتهر ب "كات ستيفنس"، وهو بريطاني من مواليد عام 1948 بلندن، وقد بدأ حياته الفنية في سن مبكرة بعد دراسة قصيرة للفن، في سن ال18، وينقسم مشواره الفني إلى مرحلتين أولاهما حقق فيها نجاحا لا بأس به بعد أغنية "سأقتني بندقية", واضطر إلى التوقف عن الغناء بسبب مرضه بالسل الذي كاد أن يودي بحياته وهو في سن 19 عاما, مما اضطره إلى الرقود بالمستشفى لمدة عام تقريبا.. وبعد رحلة المرض تلك بدأت المرحلة الثانية من حياته الفنية التي حقق فيها نجاحات رائعة, حيث حققت أغاني مثل "عالم متوحش" و"أشرق الصباح" شهرة عالمية.. وفاز في السبعينات بجوائز كأفضل كاتب أغاني في بريطانيا، كما لفت إليه الأنظار مباشرة بعد مجاهرته باعتناق الإسلام.