شهدت المحكمة الابتدائية بمراكش، صباح أول أمس الإثنين، لقاء مغلقا خصص لمدارسة ملف «فاطمة الزهراء.ص»، ابنة القاضي المتقاعد، المتهمة في قضية إهانة وصفع شرطي مرور بمراكش، منتصف الأسبوع المنصرم، جمع بين عبد الإله مستاري، الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، ووكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، بمكتب هذا الأخير. وقد عقد هذا اللقاء، حسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر موثوقة، من أجل تجميع كل الشكايات التي سجلت ضد المتهمة المذكورة، رفقة أختيها «لمياء» و«صفاء»، إضافة إلى شقيقهن «أحمد» الذي يوجد رهن الاعتقال. وقد أسفرت النتائج الأولية للبحث في هذا الملف، عن تسجيل 5 شكايات ضد الأشقاء ذاتهم، تتعلق بالسب والشتم والإهانة والسرقة، وإصدار شيكات بدون رصيد. وهكذا فقد تم تسجيل شكاية ضد كل من «أحمد.ص»، وشقيقه «بدر.ص»، شهر دجنبر من سنة 2002، في قضية سرقة، بعد هجومهما على صاحب مخدع هاتفي، وتهديده بالسلاح الأبيض، كما استوليا على ثلاثة مخادع هاتفية ثابتة ومحتوياتها النقدية، مستعملين سيارة من نوع «كونكو». ولم تتوقف الشكايات عند هذا الحد، بل سبق أيضا للمسمى «أحمد.ص» رفقة شقيقته «فاطمة الزهراء.ص»، أن تورطا في قضية إهانة شرطي مرور بتاريخ 14 فبراير 2006، بعد منعه من تحرير مخالفة في حقهما، ورفضهما الامتثال له والإدلاء بوثائق السيارة وانهالا عليه بالسب والشتم. كما أثبتت عملية التنقيط التي قامت بها الشرطة القضائية، أن المسماة «فاطمة الزهراء.ص»، سبق أن أصدرت شيكات بدون رصيد، إضافة إلى قضية أخرى متعلقة بعدم الالتزام بتنفيذ عقد موضوع المسطرة عدد 684/د 01 بتاريخ 9 أبريل سنة 2002. كما توصلت «المساء» بشكاية ذات علاقة بالموضوع، وجهت إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمراكش، بتاريخ 3 ماي الجاري، مصحوبة بشهادة طبية، تفيد تعرض مواطن آخر، للضرب من قبل «بدر.ص»، الذي كان رفقة شخصين آخرين. وحسب الشكاية ذاتها فإن الأشخاص الثلاثة سلبوا المشتكي مفتاح سيارة للكراء كان ينوي كراءها لأحد الزبناء، كما سلبوه مبلغ 400 درهم وأوراق السيارة، قبل أن يشبعوه ضربا، بحجة أنه مدين لهم بمبلغ 25 ألف درهم، لكون المشتكي كان يشتغل بشركتهم لكراء السيارات. إلى ذلك، قررت المحكمة الابتدائية بمراكش، متابعة المسمى «أحمد.ص» الذي يوجد رهن الاعتقال، بجنحة إهانة موظفين عموميين أثناء مزاولة مهامهم، واستعمال العنف في حقهم والسب والشتم، كما تابعت شقيقته المسماة «فاطمة الزهراء.ص»، التي توجد في حالة فرار، بتهمة محاولة الإيذاء العمدي مع الإهانة والعنف والضرب، فيما تتابع شقيقتاه «لمياء» و«صفاء» الموجودتان في حالة فرار أيضا، بجنحة إهانة موظفين عموميين أثناء مزاولة مهامهم، واستعمال العنف والسب والشتم. كما فتحت مذكرة بحث في حق المشتكى بهن الموجودات في حالة فرار من أجل تقديمهن للعدالة. ويأتي هذا بعد حادث الاعتداء الذي تعرض له، منتصف الأسبوع الماضي، «رشيد.ب»، شرطي المرور بمراكش، من قبل المسماة «فاطمة الزهراء.ص» رفقة أختها «لمياء.ص»، التي كانت تقود سيارة فاخرة «أودي» سوداء اللون مسجلة بالمغرب، بشارع الحسن الثاني بحي جليز، بعد أن رفضت أمره بتسليم أوراق السيارة، بعد ضبطها وهي تعبر خطا متصلا، كما حاولت السيدة التي لم تتقبل توقيفها من قبل شرطي المرور، أن تدوسه بسيارتها الفارهة. وبعد ملاحقتها من قبل الشرطي المذكور، نزلت السيدة في حالة هستيرية، حسب شهادات متطابقة لشهود عيان، من بينهم ثلاثة محامين أدلوا بشهاداتهم أمام الضابطة القضائية، وصفعت شرطي المرور أمام استغراب الجميع، وأشبعته شتما ومزقت زيه الرسمي، وقالت له «شكون نتا لي توقفني ألحمار». وحسب شهود عيان، أدلوا بشهادات متطابقة للشرطة القضائية، فإن أختها «لمياء.ص»، دخلت هي أيضا على الخط، ووجهت للشرطي نفس الاعتداء والسب والشتم. وبعد تجمع عدد من المارة، لكشف هوية «السيدتين»، تركتا السيارة التي تعود ملكيتها لزوج «فاطمة الزهراء» في وضعية غير ملائمة، ودخلتا إلى عمارة مجاورة. وبعد حضور سيارة الجر لإحالة السيارة على المحجز البلدي، قصد تسهيل حركة المرور أمام مستعملي الطريق، عادت المسماة «لمياء.ص» رفقة شقيقتها «صفاء.ص»، إلى عين المكان ومنعتا الشرطي المرافق لسيارة الجر «عبد اللطيف.ع» من الاقتراب من السيارة، وعرضتاه هو أيضا للإهانة والسب والشتم بألفاظ ساقطة تحط من كرامته. كما انضم إلى المعنيتين بالأمر، شقيقهما المسمى «أحمد.ص»، وقام بإهانة الشرطي المذكور بعبارات نابية، ونعته بالمرتشي. ولم يسلم مقدم الشرطة المسمى «عبد الله. أ» بدوره من التعنيف من قبل نفس الشخص، حيث أصيب بخدش على مستوى الوجه.