يخوض الدكاترة العاملون في القطاع المدرسي إضرابا وطنيا قابلا للتمديد ابتداء من ال30 في شهر ماي الجاري إلى ال4 من يونيو المقبل ، مصحوبا باعتصام ممركز أمام وزارة التربية الوطنية، تعبيرا منهم على ما أسموه خيبة أملهم الكبيرة في نتائج الحوار القطاعي، الذي تم بين وزارة التربية الوطنية والمركزيات النقابية، والذي لم يسفر عن أي نتائج إيجابية على ملفهم المطلبي، الذي عمّر لِما يزيد على 10 سنوات. ويأتي هذا الإضراب، الذي أعلنت عنه الهيأة الوطنية للدكاترة العاملين في القطاع المدرسي، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، بعد أن تدارس المكتب النقابي الملف المطلبي للدكاترة ووقوفه على ما وصفه، في نص البيان الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، على مجموعة من «الخروقات» التي شابت النتائج النهائية للحوار القطاعي، حيث حمّل المكتب النقابي المسؤولية الكاملة للوزارة التي اتهمها بإقصاء ملف دكاترة التعليم المدرسي من نتائج هذا الحوار وتوعدها بالتصعيد في حال استمرت في تجاهل المطالب التي يعتبرها مشروعة. واعتبر عبد الإله الدحمان، نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، أن هذا التصعيد الذي أعلنت عنه الهيأة الوطنية للدكاترة العاملين في القطاع المدرسي يعتبر «مشروعا»، لأن الوزارة أخلفت كل الاتفاقيات التي تمت مع النقابات التعليمية في هذا الشأن، وأضاف، في تصريح ل»المساء»، أن هذا الملف وُضِع رهن التفاوض منذ 2005، لكنْ في السنتين الأخيرتين، عرف نوعا من «التململ» من حيث المفاوضات التي تمت على مستوى اللجن الموضوعاتية، إذ بلورت حلا متّفَقا حوله مع الوزارة الوصية، يتجسد، حسب الدحمان، في تسوية الملف عبر تنظيم مباراة يتم من خلالها إدماج 1400 دكتور في إطار أستاذ تعليم عال مساعد، على أساس أن يتم توسيع قاعدة المستفيدين سنة 2012. لكن هذا الحل، يضيف عبد الإله الدحمان، عرف مجموعة من الاختلالات في المباراة الأولى، وهو ما دفع الدكاترة العاملين في قطاع التعليم المدرسي إلى الاحتجاج والاعتصام لمدة شهرين أمام وزارة التربية الوطنية. كما أكد نائب الكاتب العام أنه رغم إعادة طرح ملف الدكاترة على طاولة الحوار مع الوزارة على أساس إيجاد تسوية شاملة للملف، حيث أكد أن النقابات التعليمة ناقشت مسألة التوقيع على محضر الاتفاق مع الوزارة فإن هذه الأخيرة، للأسف، لم تبرمج، على حد تعبيره، هذا الملف ضمن أولوياتها. إلى ذلك، أكد محمد المتقن، المنسق الوطني للعصبة الوطنية للدكاترة، التابعة للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، أن المكتب الوطني سيعقد اليوم اجتماعا للنظر في نتائج المسار النضالي ونتائج الحوار القطاعي وسيتخذ كافة المواقف الضرورية الكفيلة بحل الملف، حيث صرح ل»المساء» أن قرار الإضراب وارد في حال أصرّت الوزارة الوصية على عدم توقيع المحضر الذي يستجيب لمطالب الدكاترة.