عادت مراكش لتغرق، للمرة الثالثة في ظرف أسبوع واحد، بمجرد تهاطل الأمطار لأقل من نصف ساعة. وقد أضحى المراكشيون يضعون أيديهم على قلوبهم بمجرد شروع زخات مطرية قليلة في التهاطل على المدينة، وهو ما حدث مساء أول أمس الخميس، عندما غمرت مياه الأمطار القليلة التي تهاطلت على مراكش ونواحيها عددا من المنازل والدكاكين والمحلات التجارية، مما خلف خسائر مادية جسيمة، تمثلت في فقدان العديد من أصحاب المحلات التجارية سلعَهم التي «سبحت» فوق المياه، بعد «اخترقت» مياه الأمطار المنازل والمحلات وأتلفت الأثاث والبضائع. وأرجعت مصادر من عين المكان، في اتصال مع «المساء»، سبب هذه الفيضانات إلى ارتفاع مستوى منسوب مياه واد «البهجة»، مما جعلها تتجه صوب منطقة «المحاميد»، «المسيرة»، «دوار العسكر» و«دجوار إزيكي»، حيث أضحت هذه الأحياء محاصَرة بفعل المياه الراكدة والقادمة من واد «البهجة»، الذي يهدد سلامة آلاف السكان القريبين منه، ليعيش سكان هذه الأحياء ليلة رعب، جراء هذه الفيضانات. لم يكن سكان هذه الأحياء القريبة من مصب الواد المذكور يتوقعون أن تكبدهم زخات مطرية قليلة كل هذه الخسائر، التي زاد من حجمها تردي البنية التحتية وقنوات الصرف الصحي، مما ي جعل مسؤولية الجهات المعنية أكبر إزاء وضع خطط لتفادي كوراث مشابهة يمكن أن تحل بالمدينة في أي وقت. وقد أدت هذه الفيضانات المتكررة إلى عرقلة حركة السير، مما جعل عددا من المصالح المعنية تستنفر قواتها وتسخّر إمكانياتها لتفادي مزيد من الخسائر التي يمكن أن يلحقها الفيضان بالمناطق المتضررة في المدينة. وهكذا شوهدت عدد من سيارات الإسعاف تجوب شوارع منطقة «المحاميد» و«المسيرة»، في الوقت الذي أضحى «واد البهجة» والزخات المطرية القليلة يشكلان مصدر رعب لسكان مراكش وللعديد من سكان الأحياء المتواجدة بالقرب من الوادي.