شارك الآلاف من المعطلين، مطلع هذا الأسبوع، في مسيرة شعبية حاشدة بمدينة خنيفرة، تخليدا للذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد المعطل مصطفى الحمزاوي، الذي تقول الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، إن قوى الأمن قد اغتالته في السادس عشر من شهر ماي 1993، داخل مخفر للشرطة بنفس المدينة، وأخفت جثته إلى اليوم. وانطلقت المسيرة، مباشرة بعد اختتام المهرجان الخطابي، الذي احتضنته ساحة 20 غشت، وشارك فيه، إلى جانب مناضلي الجمعية، ممثلو 13 من الإطارات السياسية والنقابية والجمعوية والشبيبية، حيث تناوب على الكلمة قياديون من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والمؤتمر الوطني الاتحادي، والنهج الديمقراطي، وحركة 20 فبراير، والاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والاتحاد المغربي للشغل، والحركة الأمازيغية، والاتحاد الاشتراكي. وجاب المتظاهرون، الذين حملوا نعشا رمزيا يحرص مناضلو الجمعية الوطنية على إعداده كل سنة تخليدا لهذه الذكرى، الشوارع الرئيسية للمدينة، حيث كان المسار الذي اتبعته المسيرة، التي نقلت إحدى القنوات الإلكترونية مجرياتها في بث حي، أشبه باقتفاء أثر اختفاء مصطفى الحمزاوي بالمدينة، فمن الساحة المذكورة، مرورا بالمحكمة التي عرفت إقبار ملف الشهيد منذ ثمان عشرة سنة، إلى مخفر الشرطة، الذي لفظ فيه الحمزاوي أنفاسه الأخيرة، يؤكد المحتجون. ورددت المعطلات والمعطلون، والمتضامنون معهم، شعارات تدين اغتيال الشهيد، وتطالب بالكشف عن قبره، ومعاقبة مغتاليه، معلنين تشبثهم الكامل بالجمعية الوطنية، والوفاء لشهيدها، والعزم على مواصلة النضال حتى تحقيق المطالب المشروعة. وكان منتظرا أن تعرف هذه المسيرة حضور والدة الحمزاوي، لكن تعذر عليها ذلك بسبب مرضها، ونابت عنها ابنتها، شقيقة الضحية. ووصف المعطلون ترك المحتجين النعش الرمزي للشهيد مصطفى الحمزاوي أمام مخفر الشرطة، بأنه كان مشهدا جد مؤثر، حيث ألقيت كلمة تضمنت حيثيات اختطافه في أحد شوارع مدينة خنيفرة واغتياله، وأكدت تشبث الجمعية الوطنية بالكشف عن قبر الضحية، ومعاقبة الجناة المباشرين.