في ظل رغبة دولة السنغال في كهربة 50 في المائة من ترابها الوطني، والرفع من نسبة كهربة العالم القروي، حجت أكثر من 24 شركة مغربية خاصة وعمومية، من أعضاء الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة للمشاركة في المعرض- الذي ينظم على هامش المنتدى المغربي الإفريقي للكهرباء في نسخته الثالثة- الذي تنظمه الفيدرالية في العاصمة السنغالية من 17 إلى 20ماي الجاري. يوسف تغموتي، رئيس الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة، أكد، أول أمس الثلاثاء، بأن التحدي المرفوع حاليا هو كهربة المناطق التي لا تتوفر على الكهرباء، مشيرا إلى أن الطاقة والكهرباء من الإشكالات الأساسية بالنسبة للدولة السائرة في طور النمو. وأضاف تغموتي، الذي كان يتحدث خلال حفل افتتاح المنتدى المغربي الإفريقي في نسخته الثالثة، بأن دول العالم الثالث تخوض حاليا حربا من أجل كهربة المناطق التي لم تصلها بعد الكهرباء، معتبرا أن الشركات المنضوية تحت لواء الفدرالية قادرة على المشاركة في هذه الحرب. وتابع رئيس الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة قائلا بأن مليار شخص حول العالم لا يزالون بدون كهرباء بالرغم من أننا في القرن 21، لذلك فإن التحدي الذي رفعته الدولة هو كهربة هذه المناطق. ومن جانبه، أكد رئيس الفيدرالية السنغالية للكهرباء بأن المغرب له تجربة كبيرة في مجال الكهربة، خاصة كهربة العالم القروي، وأن دولة السنغال في بداية المشوار، مشيرا إلى أن التجربة المغربية مهمة بالنسبة للسنغاليين. ويأتي تنظيم هذا المنتدى، في دورته الثالثة، في إطار تبادل الخبرات في مجال الكهرباء والطاقات المتجددة مع مهنيي القطاع سواء السنغاليين أو الأفارقة الذين سيزورون أروقة المعرض، الذي تنظمه الفيدرالية على هامش المنتدى المغربي الإفريقي. وفي نفس السياق، اعتبر الطالب برادة سفير المملكة المغربية بالسنغال بأن المنتدى يترجم العلاقات الجيدة بين البلدين، ويأتي أيضا من أجل تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة أن السنغال تعتبر أول شريك اقتصادي للمغرب في دول الجنوب. ويضم برنامج الدورة، إضافة إلى المعرض، الذي ينظم على مساحة تزيد عن ألف متر مربع بمشاركة 24 شركة، لقاءات علمية منظمة على هامش المنتدى، وذلك من أجل تقريب وجهات النظر بين الفاعلين المغاربة والسنغاليين العاملين في القطاع، خاصة في مجال الكهربة القروية؛ ومن بينها ندوة تحت عنوان «الكهرباء رافعة للتنمية والتطور». وفي نفس السياق، يباشر المكتب الوطني للكهرباء أشغال كهربة مجموعة من المناطق في دولة السنغال بعدما حصل على صفقة للمساهمة في الكهربة القروية في السنغال لمدة 25 سنة. ويوفر العقد للمكتب مهمة تجهيز وتسيير كهربة المناطق القروية لهذه الجهة في شمال السنغال، التي تغطي مساحة تبلغ 19 ألف كيلومتر مربع. وتعتبر تجربة المغرب في مجال الكهرباء والطاقات المتجددة من التجارب الرائدة في إفريقيا، حيث استطاع كهربة 96.5 في المائة من العالم القروي خلال سنة 2000. وفي نفس السياق، أكد وزير الطاقة السنغالي بأن دولة السنغال تستلهم تجربتها من التجربة المغربية في مجال الكهرباء، خاصة كهربة العالم القروي، مشيرا إلى أن المملكة راكمت أيضا تجربة مهمة فيما يخص استخدام الطاقات المتجددة. يشار إلى أن الفدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيك والطاقات المتجددة تضم في عضويتها حوالي 400 مؤسسة تعمل في مجال الكهرباء والطاقات المتجددة، وتمثل 95 في المائة من النشاط الإنتاجي والخدمات المقدمة في قطاع الكهرباء بالمغرب الذي عرف تطورا هاما خلال العشر سنوات الماضية. وتشغل الشركات المجتمعة في الفيدرالية أكثر من 70 ألف شخص.