تمكنت فرقة وطنية خاصة بالغطس تابعة للمفتشية العليا للوقاية المدنية، تم استقدامها من مدينة الرباط، صبيحة يوم الاثنين16 ماي الجاري، من انتشال جثة تلميذ يدرس بإحدى المؤسسات التعليمية بتيفلت، بعد غرقه بأحد المقالع غير والمسيجة الكائن بتراب جماعة ايت بويحيى الحجامة التابعة لإقليم الخميسات. وأوضحت مصادر «المساء» أن التلميذ البالغ من العمر حوالي 15 سنة والمسمى، قيد حياته، بن وزي محسن كان رفقة صديقين له في نزهة بتلك المنطقة، حيث توفي غرقا بعدما لم يتمكن من اجتياز مياه الحفرة الكبيرة، التي سبق أن توفي بها غرقا مجموعة من الأشخاص في السنتين الماضيتين، والتي تعتبر من النقط السوداء التي لم تتحرك الجهات المسؤولة، إقليميا ومحليا، من أجل تسييجها أو وضع حارس بها لحراستها ومنع الأطفال من السباحة بها، نظرا لتكاثر الأوحال المتسخة وعمقها وما تخلفه من أوبئة وأمراض خطيرة تهدد صحة المواطنين، وتشكل كذلك تهديدا للبيئة بالمنطقة المعروفة بوجود العديد من مقالع الرخام التي لا يتم فيها احترام معايير السلامة القانونية في ظل غياب المراقبة المستمرة من طرف المسؤولين والتواطؤ الحاصل مع أصحابها. وأوضحت نفس المصادر، أنه في حدود الساعة الواحدة والنصف من يوم الأحد، تم إشعار مصالح الوقاية المدنية بتيفلت بالحادثة، فتم الانتقال إلى عين المكان رفقة رجال الدرك الملكي ورجال السلطة المحلية. وبعد مجموعة من المحاولات المكثفة لعناصر الوقاية المدنية المحلية لإخراج جثة الضحية، ونظرا إلى وجود الأوحال الكثيرة والعمق الذي يتجاوز العشرات من الأمتار والمياه المتجمعة بقاع المقلع، تم استدعاء فرقة خاصة بالغطس، تمكنت بالوسائل المتوفرة لديها وبفضل حنكتها وتجربتها في مثل هذه الحالات الطارئة والمستعصية، وبعد بضع ساعات من الغطس المتواصل وبحضور المسؤولين وأقارب الضحية والساكنة وتلاميذ بعض المؤسسات التعليمية، تم انتشال جثة التلميذ محسن ونقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى المحلي بتيفلت. وخلف خبر وفاة التلميذ بن وزي محسن غرقا، حزنا وأسى في الأوساط المحلية ولدى أسرته الصغيرة التي تلقت الخبر بصدمة قوية، إضافة إلى أصدقائه والأطر التعليمية بإعدادية 3 مارس بحي الأندلس الذين خيم عليهم الحزن والتنديد نظرا إلى عدم وجود مراقبة بتلك المقالع الخطيرة. وأضافت المصادر ذاتها، أن هناك تفكيرا جيدا من طرف العديد من المواطنين والتلاميذ والأساتذة بمدينة تيفلت، في تنظيم وقفة احتجاجية في مكان وفاة التلميذ (محسن) للمطالبة بتدخل السلطات الإقليمية بشكل سريع وعملي، لإغلاق ذلك المقلع الذي أصبح يشكل كابوسا للجميع، ولتحميل المسؤولية في هذا الاستهتار بأرواح المواطنين إلى المشرفين على تلك المقالع، خاصة التي لم تعد تشتغل وبقيت على حالتها غير القانونية. من جانب آخر، عرفت الطريق السيار الرابطة بين الرباط وفاس، في حدود الساعة السابعة مساء من نفس اليوم، إصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة بعد انقلاب سيارة من نوع (فياط بينتو) كانوا على متنها بالنقطة الكيلومترية رقم34 على مستوى جماعة عين الجوهرة في اتجاه مدينة الخميسات، وتم نقلهم إلى المستشفى المحلي بتيفلت وكذا إلى المستشفى الجامعي لابن سينا بالرباط بغرض تلقي العلاجات الضرورية. وخلف حادثا الغرق وانقلاب السيارة، حالة من الارتباك لدى رجال الوقاية المدنية بتيفلت، الذين أبانوا عن جدية في العمل والتنسيق بينهم رغم قلة الإمكانيات، وفي ظل وجود سيارة إسعاف وحيدة لديهم. وهو ما أصبح، حسب نفس المصادر، يتطلب استقدام سيارة إسعاف ثانية، على اعتبار أن المنطقة تشهد وقوع العديد من حوادث السير المميتة بكل من الطريق الرئيسية الوطنية رقم 6 والطريق السيار وحرائق الغابات التابعة للإقليم الزموريعامة ودائرة تيفلت خاصة.