احتج عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في ليبيا، والذين عادوا إلى المغرب على خلفية الأحداث الأخيرة التي عرفتها ليبيا، أول أمس الاثنين، أمام مقر الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في ليبيا،. وقد عبّر غالبية المحتجين عن شعورهم بالألم والمرارة نتيجة التجاهل والنسيان الذي طالهم من قبل المسؤولين، وعلى رأسهم الوزير محمد عامر، الذي رفض الاجتماع بهم في أكثر من مرة، حيث أكدوا أن هذه هي المرة الثالثة التي يؤجل فيها الوزير لقاء عدد من أفراد الجالية لإيجاد حلول للمشاكل التي تعترض الجالية المغربية في ليبيا، وأهمها أزمة السكن. وأكدت عدة شهادات استقتها «المساء» أن الدولة قطعت وعودا لأفراد الجالية منذ مجيئهم بتسهيل إقامتهم في المغرب وتقديم كافة المساعدات الممكنة لهم، بما فيها السكن، وأضافت الشهادات ذاتها أن أفراد الجالية كانوا ينوُون خوض اعتصام داخل الباخرة غير أن وعود المسؤولين جعلت الجالية تعدل عن قرارها. وفي تصريح ل«المساء»، قال بوشعيب قبلي، أحد العائدين من ليبيا «لقد أصبحنا نفضل حالة الحرب في ليبيا على حالة السلم في المغرب! بعد 22 سنة قضيناها في ليبيا عدنا إلى نقطة الصفر في المغرب وأصبحنا نعيش على «مساعدات» العائلة والأصدقاء بعد أن كنا نحن مصدر الإعانات». ويتقاسم الشعورَ بنفس المرارة جل المحتجين، الذين عبّروا عن شعور بالغبن ونكران الجميل، فبعد أن كان مغاربة ليبيا مصدرا مهما للتحويلات المالية نحو المغرب، أضحوا، اليوم، يعيشون مصيرا مجهولا، بعد أن تركوا في ليبيا جل مدخراتهم، نتيجة حالة الحرب و الفوضى التي عمت البلاد. وصب المحتجون جام غضبهم على الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي لم تبذل أي جهد لتخفيف معاناتهم، وكأن الوزارة تتعامل بمعايير انتقائية عكس بقية الجاليات المغربية بالخارج، على حسب تعبيرهم، مشيرين إلى أن المساعدة الوحيدة والأخيرة كانت هي عملية الترحيل من ليبيا، والتي لم تشمل جميع المغاربة. وقد رُفِعت خلال الوقفة الاحتجاجية شعارات من قبيل «الجالية ها هي والوزير فين هو؟»، مطالبة الوزير بلقاء عاجل مع أفراد الجالية. كما هدد المحتجون بخوض اعتصام مفتوح أمام مقر الوزارة إذا لم تتحقق مطالبهم قريبا، وأولها مطلب السكن، الذي يعد ضرورة قصوى في هذه المرحلة. وناشد أفراد الجالية المغربية في ليبيا الشعب المغربي والمنظمات الحقوقية الوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة، كما أوضح عدد من المحتجين أن مجلس «الوسيط» تهرب، هو الآخر، من أكثر من لقاء، آخرها اللقاء الذي كان مقررا يوم أمس. وفي مطلب آخر، ناشدت الجالية الوزارة التدخل لإنقاذ الآلاف من المغاربة العالقين في ليبيا، والذين فقدوا الاتصال بذويهم وما يزال مصيرهم مجهولا إلى حدود الساعة. كما أن عددا من العائدين يعيشون حالة من القلق المتواصل نتيجة انقطاع الأخبار الواردة من ليبيا، نتيجة لتعطيل شبكات اللا سلكي. يشار إلى أن عدد المقيمين المغاربة في ليبيا، بصفة رسمية، يقدر ب70 ألفاً، إضافة إلى الآلاف الذين يقيمون هناك بصفة غير قانونية.