شارك عشرات الجزارين في بني ملال في وقفة احتجاجية، صباح الخميس الماضي، أمام باب المجزرة البلدية في مقر السوق القديم بسبب ما اعتبروه تهديدا لمستقبل مهنتهم. وقال مصطفى بودينار، أمين الجزارين، في تصريح صحافي، إن «العاملين في هذا القطاع الذين يتعدى عدد أسرهم 750، أصبحوا مهدَّدين في مستقبل أوضاعهم المادية والاجتماعية ولن يسايروا منافسة كبار المستثمرين». وكشف مصطفى بودينار الظروف المزرية التي تطبع عمل الجزارين، حيث أوضح أنهم «يعانون الأمرّين من الحالة المزرية للمجزرة البلدية، التي لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية المتعارَف عليها، وأعطى أمثلة على ذلك بالأعطاب الدائمة لثلاجة المجزرة، التي أصبحت في حالة عطل مستمر، وبحالة إسطبل المجزرة، التي تؤثر سلبا على الماشية، وبمحيط المجزرة، حيث تتراكم الأزبال والروائح الكريهة. وطالب أمين الجزارين، في تصريحه الصحافي على هامش الوقفة الاحتجاجية، المجلس البلدي لبني ملال ب«احترام التزاماته مع العاملين في القطاع وبالتعجيل بإيجاد حل للمشاكل المتنوعة لهم». وذكّر مصطفى بودينار ب«حجم عائدات المجزرة على المجلس البلدي، والتي لا تقابلها خدمات في المستوى المطلوب»، وقدم أرقاما تؤكد حجم استفادة البلدية من المجزرة مقابل الظروف المزرية للجزارين «51.20 درهم للعِجل الواحد و14.60 للغنم والماعز، بالإضافة إلى تسعيرة 1.50 درهم للكيلوغرام و40 درهما كرسوم للنقل».. مع العلم أن المجزرة تنتج معدل 70 طنا من البقر يوميا و30 طنا من الغنم والماعز. وفي سياق متصل، وصف جزارون مشاركون في الوقفة الاحتجاجية ما تتعرض له سلعهم ب«التعسف من قِبَل الطبيبة البيطرية، التي تتعدى الفحص العادي إلى تشويه السلعة، إلى درجة تصبح معها غير قابلة للتسويق، بسبب الشبهة التي أصبحت تحيط بها بعد الفحص المبالَغ فيه». ودعا الجزارون وزارة الفلاحة إلى «تجنيد أطقمها لمحاربة أمراض المواشي في إسطبلات الفلاحين قبل ولوج المواشي إلى سوق الجزارة وتكبيد الجزارين خسائر يتحملون وحدهم تكاليفها».