امتنع جزارو مدينة المحمدية، صباح الخميس الماضي، في مجزرة المدينة، عن تزويد السكان باللحوم، حيث أعلنوا احتجاجهم بعدما أصيبت «سقائطهم» بالبوار، ولم يجدوا أي مشتر لها داخل المجازر، بعد انتهاء عملية الذبح. واحتج المهنيون، حتى ساعات متأخرة من الخميس الماضي، على شركة «الكتبية» التي أكد الكاتب العام لنقابة الجزارين في المحمدية أنها «خرقت ما نص عليه عقد الاتفاق الذي يخول للمهنيين أن يكونوا السباقين في عملية الذبح وبيع «السقيطة»، على اعتبار أن شركة «الكتبية» تتميز بنشاط أوسع ولا توجه سلعها، خاصة اللحوم، إلى داخل المدينة، بل إلى مدن مغربية أخرى، بينما يقتصر نشاط الجزارين على المدينة». وأضاف الكاتب العام أن المهنيين اعتادوا القيام بعملية الذبح قبل الشركة، مما يسمح لهم ببيع «السقائط» في وقت مبكر، وهو ما يجعل الوقت كافيا بالنسبة إليهم لإتمام بيع اللحوم داخل محلاتهم التجارية، غير أنه، يضيف المصدر نفسه، صباح الخميس الماضي حدث العكس، بحكم أن الشركة كانت سباقة إلى ذلك، مما ألحق أضرارا بالمهنيين الذين لم يجدوا سبيلا غير الامتناع عن إخراج ذبائحهم من المجزرة وتزويد المدينة باللحوم، إلا في حال تدخُّل السلطات المسؤولة لإيجاد حل للمشاكل التي يتخبط فيها المهنيون، بسبب المنافسة «الشرسة وغير المتكافئة التي أصبحوا يتعرضون لها من قبل عدد من الشركات الخاصة التي تضيق عليهم داخل المجزرة بل حتى في التجارة»، بسبب عامل الأسعار والجودة، وهو ما يكبد المهنيين خسائر كبيرة، خاصة وأن المدينة ليست كبيرة بشكل يدعو إلى قوة هذه المنافسة، حسب المصدر ذاته. وأكد إدريس طينة، رئيس جمعية الإخلاص للجزارين في المحمدية، أن المجلس البلدي قدم ومازال يقدم للمهنيين جملة من الوعود لم يتم تحقيقها إلى حد الآن، على أساس تقنين القطاع وحماية الجزارين التقليديين من هذه المنافسة وضمان استمرار نشاطهم، والذين يدخلون في خانة الفئات الهشة التي يمكن، في حال استمرار هذا الوضع من «التهميش والإقصاء»، أن تتضرر إلى حد كبير قد يبلغ درجة تجويع أسرها، في الوقت الذي يجب أن يلقى الجزار التقليدي اهتماما كبيرا، باعتباره يمارس مهنة تقليدية منذ سنين طويلة. وطالب المهنيون الجهات المسؤولة بتقنين القطاع بشكل يحميهم ويحمي باقي الشركات الخاصة ويضمن المنافسة الشريفة، على اعتبار أن بعض هذه الشركات تتوفر على مجازر خاصة وتضيق على المهنيين التقليديين، كما أن سلعها تُروَّج بشكل مقنن أيضا في أسواق على الصعيد الوطني، في حين أن لحوم الجزارين التقليديين لا تتعدى حدود المحمدية، وهو ما يجعلهم يخسرون في كثير من الأحيان رؤوس أموالهم البسيطة، بسبب «الفوضى» التي يعرفها القطاع، خاصة أن هذه الشركات تحرم المهنيين من المبردات حتى أوقات متأخرة. واتصلت «المساء» بمسؤول في شركة «الكتبية» ونفى ما جاء على لسان المهنيين، معتبرا ذلك مجرد ادعاءات الهدف منها التشويش على الشركة وعلى نشاطها الواسع، مضيفا أن الشركة لا تملك أي مجزرة خاصة بالبهائم، باستثناء مجزرة الدجاج التي توجد في المحمدية، وأن الشركة من حقها استغلال المجزرة البلدية كما هو حق المهنيين، كما أنها لم تخرق أي اتفاق تم الإجماع عليه. واتصلت «المساء» برئيس المجلس البلدي لمدينة المحمدية الذي قال أن المشكل الأساسي في مجزرة المحمدية أنها أصبحت لا تستوعب عدد الذبائح، خاصة أنها تكون قبلة أيضا لمهنيين من الدارالبيضاء، وأن المجلس البلدي سيتدخل لإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف، كما ينتظر أن تظهر مشاريع في الأفق لضمان السير العادي لهذا القطاع الحيوي.