يرتقب أن يغادر هشام بوشتي -اللاجئ السياسي، سابقا، في إسبانيا- سجن بركان المحلي يوم 30 غشت الجاري. بوشتي قال في رسالة خطية، توصلت «المساء» بنسخة منها إنه يخاف من أن يتعرض لاختطاف من قبل المخابرات المغربية مباشرة بعد إطلاق سراحه أمام المؤسسة السجنية. وتتهم الرسالة أجهزة الاستخبارات باختطاف هذا الجندي المغربي السابق لمرتين وتعرضه للتعذيب الجسدي والنفسي. واعتبر بوشتي، صاحب رقم الاعتقال56515، أن تاريخ إطلاق سراحه، يوم 30 غشت الحالي، سيكون «هو بداية الدفاع عن قضيتي، التي فبركتها المخابرات، على مقاسها»، مؤكدا أنه لن يسمح «بتمرير تصريحات صحفية كاذبة، كتلك التي عمل فؤاد عالي الهمة على فبركتها»، في إشارة منه إلى تصريحات سبق له أن أدلى بها لجريدتين مغربيتين، الأولى يومية ناطقة بالعربية والثانية أسبوعية ناطقة بالفرنسية. وأوضح بوشتى في رسالته أن الهمة كان يزوره في المعتقل السري لتمارة، وقال إن الهمة هو الذي قدم إليه «الأجوبة التي أدليت بها لصحيفتين مغربيتين، بفندق هيلتون، بالرباط، لرد اتهامات الصحافة الإسبانية الموجهة إلى المخابرات المغربية». وأضاف بوشتي أنه «سيناضل» «إلى آخر رمق، في حياتي، ولا يمكن لأي شخص، مهما علا شأنه، أن يستعملني كورقة ضغط للإطاحة بأشخاص آخرين»، في تلميح إلى محاولته للتقرب من الصحفي علي لمرابط بإسبانيا لاستدراجه وتصفيته، طبقا لتصريحات بوشتي، ومقرا بأن المخابرات المغربية، في إسبانيا، لاحقته، وضغطت عليه، وطلبت منه، مراقبة الصحفي علي المرابط، بغية تصفيته، بحجة أنه عميل للمخابرات الإسبانية، وضد الدولة المغربية. وقال بوشتي إنه لايزال يحتفظ «بأسرار سوف أدلي بها في الوقت المناسب». وفي السياق ذاته، أكد بوشتي أنه سيبقى متشبثا ب«حقي في الدفاع عن قضيتي، عبر اللجوء إلى المحاكم الدولية، ورفع دعوى ضد كل من كانوا سببا في معاناتي، وعلى رأسهم فؤاد عالي الهمة، الذي اتصل بي هاتفيا وهددني بالتعرض لعائلتي، فاضطررت إلى الدخول إلى المغرب». وكان هشام بوشتي قد اتهم من قبل السلطات المغربية بالعمالة لخصوم المغرب في إسبانيا، قبل أن يعود إلى المملكة عام 2006. واعتقل بعد عودته ثم أطلق سراحه مؤقتا، في نهاية المطاف قضي في حقه بسنتين حبسا نافذا، من قبل ابتدائية الدارالبيضاء. وينحدر بوشتي من مدينة وجدة، وقد سبق له أن عمل كسكرتير سابق في مكتب الواردات البريدية للقوات المساعدة، وطرد من عمله وشطب عليه من الوظيفة العمومية في 31 أكتوبر 2001. وكان -بعد اعتقاله في معتقل تمارة، مباشرة بعد دخوله إلى المغرب من إسبانيا- قد أجرى حوارين مع جريدتين مغربيتين اتهم فيهما بعض الأشخاص بالوقوف وراء «إساءات» قام بها ضد المغرب. وذكر من هؤلاء عبد الإله إيسو، الضابط السابق، المتخلي عن الجيش، وعائشة رمضان، زوجة الناشط الصحراوي سالم التامك، وكذا الصحافي المغربي المشتغل في صحيفة «إلموندو» الإسبانية، علي لمرابط. لكن بوشتي تراجع، فيما بعد عن هذه الاتهامات، قائلا، وهو في السجن، إن الهمة هو الذي ضغط عليه للإدلاء بها.