تحدث الدكتور مصطفى بلخليفة، الطبيب الذي يملك عيادة مخبرية في مدينة «ديربرن» في «ولاية مشيغان»، عن تقهقر الطب الكيميائي بالولاياتالمتحدةالأمريكية وتزايد المقبلين على خدمات الطب البديل، وضمنها التداوي بالإبر الصينية والحجامة. وانتقد بلخليفة وسائل علاج الأمراض اعتمادا على الأدوية الكيميائية وشدد على أنها لا تخلو من مضاعفات جانبية،»عكس الأعشاب الطبية أو العلاج عن طريق الحجامة بإزالة الدم الفاسد وإخراج الكريات الحمراء الميتة من الجسم باستعمال مشرط وكؤوس معقمة». قال إن هذا «الطب البديل يستقطب اهتمام المزيد من الأمريكيين، خصوصا مع وجود مرضى مصابين بأورام خبيثة فشل الكيميائي في شفائها» مضيفا أنه يستقبل في عيادته مرضى من الراغبين في تطهير الجسم من الشوائب كالترهل والانتفاخ والدهون الزائدة والتخلص من أعراض تخلفها مواد غذائية معدلة كيميائيا في جسم الإنسان، مشددا على أن الطب النبوي البديل يستقطب اهتمام الأمريكيين بشكل لافت، بالنظر إلى المضاعفات الجانبية التي تخلفها أدوية تسوقها مختبرات سبق له أن عمل بها لمدة عشرة سنوات. كان ذلك بعد أن «اضطر إلى مغادرة المغرب سنة 1994»، على حد قوله، لأن آخرين قال إن آخرين أجبروه – كما يحكي- ساعتها على الرحيل نحو أرض الفرص.. أمريكا. يدلي بلخليفة ل«المساء» بشواهد جامعية وبنسخة ورقية لصحيفة محلية تصدر هناك، اسمها «صدى الوطن»، تتضمن ربورتاجا حول الطب البديل في الولاياتالمتحدةالأمريكية ومقالا يروي كيف هجر بلخليفة مهنته ليمارس الطب البديل. لم تعترف ولاية ميشيغان حيث يقيم بلخليفة بعد أن كان يقطن بكاليفورنيا، بالطب البديل سوى قبل عام، سبقتها إلى ذلك 40 ولاية في عموم أمريكا. وكشف بلخليفة عن وجود إشباع لدى الأمريكيين يصل حد التخمة من الوصفات الطبية للأدوية المصنعة مخبريا في مختبرات كيمائية، مضيفا أن الناس في بلاد العم سام يقبلون بشكل لافت على عيادات الطب البديل من أجل التداوي بالأعشاب أو الوخز بالإبر الصينية والحجامة أيضا. من ضمن الأساليب المتبعة في العلاج بالطب البديل غرس إبر دقيقة في مواقع محددة الجسم وحسب العضو المراد شفاؤه، يقول بلخليفة: الألم يطرد الألم دائما، عند غرس الإبرة في موضع الألم ينشأ عن ذلك استنفار للطاقة وتتدفق الأخيرة في دم المريض ضمن مواطن الألم المرتبطة بالأعضاء المريضة».يشدد الطبيب المغربي الذي يملك عيادة في ولاية البحيرات الكبرى على أن الدم هو العامل المساعد على إنتاج الطاقة في الجسم، فعندما تكون الدورة الدموية بحالة جيدة، يكون مستوى الطاقة في الجسد جيدا، معربا عن اعتقاده بأن الطاقة المتوازنة هي مفتاح الصحة. يشدد على أن«الحجامة» تعد أحد الأساليب العلاجية، أو ما يعرف ب»كاسات الهواء»، التي استخدمها العرب والصينيون والفراعنة في التداوي من أمراض كثيرة. تعتمد الحجامة على تخليص الجسم وما تحت الجلد من رواسب الدم، وتنشيط الدورة الدموية وإزالة الفضلات من غاز الفحم وغيرها من الشوائب. والحجامة عبارة عن سحب الدم الفاسد من الجسم بعد أن تكون الكريات الفتية في الدم قد طردت الكريات الهرمة، وهذا ما يؤدي إلى الترهل، بالإضافة إلى العديد من الأمراض إذا ما تراكمت وامتزجت مع الأخلاط الضارة. تتم الحجامة بوضع كؤوس الهواء الفارغة على الموضع المحدد، ويجري المصّ بشكل معتدل بقصد إزالة الأملاح عن الجلد والتخلص من الأخلاط الضارة، وكشف مكان الدم الفاسد، والموضع الذي يظهر فيه انتفاخ واحمرار زائد هو الموضع المطلوب للحجامة». يتم شرط الموضع بمشرطٍ معقمٍ واستعمال كأس بلورية بها بقايا من مادة «السبيرتو» بعد إشعالها لتفرغ الهواء الموجود داخل الكأس قبل أن توضع بسرعة على الموضع، فيدفع الدم الخليط الفاسد إلى الكؤوس البلورية المتروكة فوق الجلد لمدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة. بعد ذلك، يضيف الدكتور مصطفى بلخليفة، تأتي عملية التطهير «باليود، والسبيرتو»، مشيرا إلى أن المحتجم لأول مرة يجب أن يتقيد بالوقاية والامتناع عن بعض المأكولات كالألبان والأجبان، وكذلك الاستحمام ولفترات متفاوتة ومحدودة. والحجامة نوعان، فهناك الجافة التي تتم بكاسات الهواء الفارغة، وهناك االرطبة، وهي الأكثر شيوعاً. وتبدأ الحجامة عند الذكور من سن ال22، أما عند النساء فتبدأ مع بداية «سن اليأس». وأكد أن كل مرض له موضع محدد. إلا أن الحجامة، وإن كانت علاجاً، فإن العديد من الأشخاص الذين يحتجمون، إنما يحتجمون لسببين لا ثالث لهما: الأول كسب الثواب والأجر، والثاني نتيجة اليأس الذي أصابهم من الطب العلمي الذي يقف عاجزاً أمام بعض الأمراض.