يعتزم شباب 20 فبراير وعدد من معتقلي تيار السلفية الجهادية السابقين وبعض أفراد عائلاتهم وعدد من الحقوقيين تنظيم مسيرة إلى معتقل تمارة السري، يوم غد (اليوم) الأحد، للمطالبة بإغلاقه وبمحاسبة المسؤولين عن التعذيب فيه وتقديمهم للمحاكمة. وهذه أول مرة يتم فيها تنظيم مسيرة احتجاجية إلى هذا المعتقل الذي أثار جدلا داخل المغرب وخارجه، من طرف شباب 20 فبراير، في وقت تعالت فيه الأصوات من جميع الأطراف للمطالبة بإغلاقه، وعلمت»المساء» أن ثلاثة أعضاء من الحركة تم منعهم، أول أمس، من الاقتراب من أسواق السلام في حي الرياض، حيث ستنطلق المسيرة يوم غد الأحد، من أجل التعرف على المكان ورسم خطة الانطلاق، وقال مصدر من الحركة ل«المساء» إن أربعة أشخاص أوقفوا سيارة الشبان الثلاثة التي كانت متوجهة نحو أسواق السلام، وصادروا السيارة منهم وأركبوهم سيارة أجرة دون أن يتحدثوا معهم، ولم يستعيدوا سيارتهم إلا في حوالى الحادية عشرة ليلا. وقال نجيب شوقي، عضو الحركة عن تنسيقية الرباط، إن المسيرة ستنطلق في الساعة العاشرة من صبيحة يوم غد من أمام أسواق السلام في اتجاه معتقل تمارة على بعد أزيد من كيلومتر، وفي حال عدم اعتراض طريقها سوف تنظم وقفة احتجاجية أمام المعتقل للمطالبة بإغلاقه وإغلاق كوميسارية المعاريف بالدار البيضاء وجميع المعتقلات السرية التي وردت، مؤخرا، في شهادات بعض المعتقلين الذين مروا منها، ورفع شعارات مطالبة بمحاسبة الجلادين. وأضاف شوقي أن المسيرة، التي سيشارك فيها معتقلون من السلفية الجهادية وجمعيات حقوقية، ستتخللها مجموعة من الأنشطة الفنية المرتبطة بالحدث، وأغان ملتزمة من فن الراب، ومواد فنية لإذاعات الشباب، وستستمر إلى الرابعة مساء. وظهر على اليوتوب شريط دعائي جديد لمعتقلين من تيار السلفية الجهادية يدعو إلى إغلاق معتقل تمارة وإنجاح مسيرة يوم غد الأحد، ودعا تسعة من المعتقلين الذين مروا بهذا المعتقل إلى الانضباط في المسيرة والإنصات للمنظمين من أجل إنجاحها وتحقيق أهدافها. وتحدث المعتقلون أمام لافتة كتب عليها «نداء السجناء ضحايا معتقل العار السري، موعدنا يوم 15 ماي بتمارة يدا في يد لإغلاق المعتقلات السرية» وتحتها رسم يبين بعض أساليب التعذيب المستعملة في هذا المعتقل مكتوبة بالعربية والحسانية والريفية وتاشلحيت، وقال أحد المعتقلين الذين ظهروا في الشريط «الحقيقة أنه ليست المعتقلات فقط هي التي يجب أن تغلق بل حتى بعض العقول التي تحمل هذا الإجرام». وكان عدد من سجناء السلفية الجهادية قد ظهروا في الفترة الأخيرة في أشرطة فيديو على الأنترنت يروون فيها جوانب من التعذيب الذي عانوا منه داخل هذا المعتقل، من بينهم بوشتى الشارف وعبد الرحيم طارق، ضابط الشرطة القضائية سابقا المعتقل في قضية أنصار المهدي، وحمو الحساني الذي أعاد تمثيل بعض عمليات التعذيب داخل هذا المعتقل في زنزانته مع سجين آخر.