طالب معتقلون سابقون في ملف يسمى «السلفية الجهادية» بإغلاق معتقل تمارة السري وبمحاسبة الذين قاموا بتعذيبهم خلال تواجدهم بهذا المكان خلال مراحل مختلفة، خلال وقفة نظمتها تنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة أمس في «باب الأحد» في الرباط. وقد عرفت الوقفة، التي شاركت فيها عائلات المعتقلين ومعتقلين سابقين وبعض الحقوقيين، ترديد شعارات مختلفة من قبيل «16 ماي دبراتها فأولادْ الشعب سميتها»، و»يا مغربي، يا مغربي، والإرهاب عليك وعليا مسرحية»، و«كيف تْديرْ يا جلادْ، كيف تْدير يوم الميعادْ؟»... وأكد أحمد بلبركة، عضو تنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة، أن الوقفة التي اختار المشاركون فيها من الرجال ارتداء اللون الأبيض، كدليل على السلم، نظمت من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين بدون قيد أو شرط ومن أجل إسقاط قانون مكافحة الإرهاب، ثم محاسبة الجلادين الذين أذاقوا المعتقلين كل أنواع التعذيب والمعاملات الحاطة بالكرامة الإنسانية في المعتقلات السرية. وأضاف بلبركة، في تصريح ل«المساء»، أنه إلى جانب هذه المطالب، هناك مطلب إغلاق المعتقل السري لتمارة، الذي يعتبر رمزا للإهانة والذل. كما شارك في الوقفة أفراد من عائلات المعتقلين على خلفية ملف «بليرج»، والذين طالبوا بالإفراج عن ذويهم. وقال محمد المرواني، الذي تمتع بعفو ملكي, خلال كلمة له في الوقفة: «لن نحيد ولن نرتاح حتى يغلق ملف الاعتقال السياسي»، مشيرا إلى أن المغرب مقبل على عدد من الأوراش، وهناك جراح ومظلومون خلف القضبان يجب أن ينتهي ملفهم». وقال المرواني، المعتقل السابق ضمن ملف «بليرج» والأمين العام لحزب الأمة، الذي منعت الداخلية تأسيسه: «لن يجف لنا جفن حتى يخرج المعتقلون من السجون، حتى تعود البسمة إلى ذويهم.. لقد قال الشعب كلمته وينبغي إنهاء هذا الملف إلى غير رجعة». ورفع المعتقلون لافتات وصورا للمعتقلين، منها صورة المعتقل أحمد أخريف، تبدو من خلالها آثار التعذيب على جسده. ومن بين العبارات التي كُتِبت على بعض اللافتات: «من فعل أحداث 16 مايْ، إنهم رموز الفساد في البلادْ» و«لا للإفراج بالتقسيط عن ضحايا قانون الإرهاب»، و»واش حنا في المغربْ ولا في أبو غريبْ؟» و«الشعب يريد محاكمة الجلادين». ورفع المشاركون في الوقفة، التي تعتبر أول وقفة يشارك فيها معتقلون سابقون بعدد كبير، والذين قدِموا من مختلف مدن المغرب، صورا للمعتقلين الذين ما زالوا في السجون المغربية. وبعد تنظيم هذا الاحتجاج، سينضم المحتجون إلى وقفة حركة 20 فبراير، والتي قال عضو من التنسيقية إنهم يلتقون معهم في بعض المطالب، خاصة إغلاق ملف الاعتقال السياسي. وفي موضوع ذي صلة، أكدت زهور الدبدوبي، زوجة بوشتى الشارف، الذي اتهم المخابرات بتعذيبه في معتقل تمارة السري، أنه لم يرفض إجراء خبرة طبية، بل إن الإدارة استدعته وسألته عما إذا كان يريد تسجيل شكاية في حق الذين آلموه فأجاب ب«لا»، موضحة، في تصريح ل«المساء»، أنه أثناء تواجده بالمحكمة، سأله وكيل الملك ما إذا كان يريد تسجيل شكاية فأجابه بالنفي. وقالت الدبدوبي: «إنه يرغب في إجراء خبرة طبية ولكن من هيأة محايدة». وكان بيان صادر عن النيابة العامة قد أكد أن الشارف رفض إجراء خبرة طبية.