تدخلت الأجهزة الأمنية بالرباط صبيحة اليوم الأحد 15 ماي بعنف شديد لتفريق جموع المحتجين الراغبين في تنظيم وقفة احتجاجية أمام المعتقل السري بتمارة التابع لجهاز الديستي والمعروف بتاريخه المرعب في تعذيب المختطفين السياسيين. حيث عمدت إلى استعمال كل أشكال العنف في حق المشاركين في هاته الوقفة بمجرد وصولهم إلى نقطة الانطلاقة وهي أسواق السلام بالرباط مع غلق جميع المنافذ المؤدية إليه من جهة الرباطوتمارة. ولم تفرق عصا المخزن بين شباب ولا شابات ولا نساء المعتقلين ولا النشطاء الحقوقيين ولا الصحافيين، مما خلف إصابات بليغة بالعشرات حمل كثير منهم إلى مستشفيات الرباطوتمارة ، كما تم اعتقال عدد كثير لم يحصر عدهم إلى الآن. فبعد ضبط نفس في الساعات الأولى من وصول بعض الحقوقيين وأعضاء حركة 20 فبراير إلى أسواق السلام للاحتجاج على معتقل تمارة السري، لجأت قوات الأمن إلى العصا بشكل مبالغ فيه في حق سلفيين وزوجاتهم جاؤوا ربع ساعة قبل بداية الوقفة. وهكذا ضربت بشكل مبرح بعض أفراد السلفية الجهادية الذين كانوا يرغبون في الاحتجاج، كما شمل التدخل أعضاء من حركة 20 فبراير "القضية ساهلة فين ما بان ليهم شي واحد جا من 20 فبراير كينزلوه ويضربوه ويرسلوه منين جا" يقول صحافي من عين المكان، وأوضح أن العامل الركراكة كان يوجه عمليات الضرب والتعنيف. ولم يسلم الصحافيون من الضرب والتعنيف، وكهذا وبعد أن عنف كاميرامان "العربية" تم حجز الكاسيط، ضربت قوات الأمن صحافي الاتحاد الاشتراكي المختار الزياني، كما ضربوا مصور "الصباح" لبزيوات، بالإضافة إلى أشخاص آخرين. وما تزال مطاردة المحتجين مستمرة إلى غاية الآن في مكان انطلاق المسيرة كما يجري اعتراض المجموعات الوافدة في نقط بعيدة من شوارع حي الرياض. وتجدر الإشارة أن السلطات أبلغت بعض شباب 20 فبراير وبعض الشخصيات من الهيئات الداعمة لهم من تيارات مختلفة بقرار منع المسيرة ابتداء من يوم الجمعة 13 ماي الجاري، لكن حركة 20 فبراير تشبثت بحقها في تنظيم المسيرة في كل الظروف. ولتنوير الرأي العام بملابسات التدخل المخزني العنيف وتداعياته ستنظم ندوة صحفية زوال اليوم الأحد 15 ماي بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط.