اقتحمت قوات من الدرك والقوات المساعدة، زوال أول أمس الأربعاء، ضيعة فلاحية بدوار «الرزاكلة» جماعة «الصفافعة»، التابعة إداريا لإقليم سيدي سليمان، لفض اعتصام المئات من السلاليين المطالبين باسترجاع أراضيهم التي فوتت في ظروف غامضة لجهات نافذة خلال سنوات الرصاص. وقال شهود عيان إن الاقتحام كان مفاجئا ومباغتا، واستهدف قمع الفلاحين المعتصمين وتعنيفهم لإجبارهم على التراجع عن احتجاجاتهم السلمية، وأضافوا أن تدخل القوات العمومية لم تسلم منه النساء والشيوخ الذين كانوا حينها في مكان الاعتصام، حيث تم تفريق التجمع بالقوة ودون سابق إنذار. وتدخلت قوات الدرك الملكي، التابعة للقيادة الجهوية بسيدي قاسم ودرك سيدي سليمان والقصيبية، إضافة إلى أفراد القوات المساعدة وعناصر أمنية أخرى، بأعداد كبيرة لمنع سلاليي «الرزاكلة» من الاستمرار في اعتصامهم، وقامت بتخريب خيامهم وتشتيت أمتعتهم ومطاردة العديد منهم تحت وابل من السب والشتم وعبارات التهديد والوعيد. وسجل حقوقيون سقوط العديد من الأشخاص أثناء محاولة قوات الأمن تفكيك هذا الاعتصام المفتوح الذي يخوضه الفلاحون. ووفق معطيات غير مؤكدة، فإن اثنين من المصابين، ويتعلق الأمر بزريويل بناصر ولمنور محمد، نقلا إلى قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الإقليمي بالقنيطرة، لحالتهما الحرجة، هذا في الوقت الذي اعتقلت عناصر الدرك خمسة معتصمين من ذوي الحقوق في ظروف مهينة، وهم الشواطي عبد السلام، حمو الصو، الداودي علال، ادريس الفاسي وادريس العنب. وأشار المحتجون المعنفون، في تصريحات متطابقة، إلى أن قوات المخزن استعملت الهراوات في تدخلها وألقت القبض على عدد من المتظاهرين لتفريق الاعتصام، وأن بعض رجال السلطة والمنتخبين استغلوا هذا الوضع، وكالوا للمعتصمين أقبح النعوت والشتائم، ووصفوهم بالجهلة والأميين، ثم شرعوا في تهديدهم بأوخم العواقب في حالة استمرارهم في التظاهر، على حد قولهم. وعرف محيط عمالة سيدي سليمان احتجاجات عارمة مناهضة للجوء السلطات إلى استعمال القوة في حق السلاليين، ورددوا شعارات تؤكد تشبثهم بمطالبهم وتدعو الأجهزة الأمنية إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين تم نقلهم إلى مخافر الدرك الملكي، واضطر المحتجون إلى قطع مسافة تزيد عن عشرة كيلومترات، مشيا على الأقدام، للتعبير عن تضامنهم مع الجرحى والموقوفين. وبهذا الخصوص، ندد جواد الخني، رئيس المكتب الإقليمي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بسيدي سليمان، بهذا التدخل القمعي في حق المعتصمين، وقال: «إن الرابطة تستنكر بشدة استعمال القوة في حق المتظاهرين سلميا، وتعريضهم لقمع وتعنيف همجي أسفر عن سقوط العديد من الضحايا»، محملا السلطات مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا في حالة الاستمرار في تجاهل المطالب المشروعة للسلاليين وغض الطرف عن ناهبي أراضيهم والتفويتات المشبوهة لباقي عقارات الجماعة لذوي النفوذ والسلطة . وفي بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منه، أعربت الهيئة الحقوقية نفسها عن إدانتها القوية للعنف الممارس في حق ساكنة دوار «الرزاكلة»، وأعلنت تضامنها المطلق مع مجمل مطالب المحتجين في إقرار أوضاع اقتصادية واجتماعية عادلة ومساءلة المتسببين في نهب أراضيهم لعقود، مجددة مطالبتها لكل من وزارتي العدل والداخلية ووزارة المالية بفتح تحقيق عاجل بشأن حجم الفساد الذي يمس أراضي الجموع وأراضي الأملاك المخزنية بإقليم سيدي سليمان.