سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مئات الفلاحين يعتصمون في ضيعة جنرال سابق وحقوقيون يدينون «تهديد» الراضي لهم لثنيهم عن المطالبة بأراضيهم المعتصمون رفعوا شعارات تضامنية مع «المساء» ودعوا إلى إطلاق سراح رشيد نيني
قرر المئات من الفلاحين، المتحدرين من دوار «الرزاكلة»، جماعة «الصفافعة»، إقليمسيدي سليمان، الدخول في اعتصام مفتوح، رفقة زوجاتهم وأبنائهم، للمطالبة باسترجاع أراضيهم، التي قالوا إنها «نُهِبت» منهم في ظروف غامضة وفُوِّتت تحت الضغط والإكراه، قبل أن يتفاجؤوا باستغلالها من طرف شركة مختصة في إنتاج السكر. وقد دأب المتظاهرون، منذ أسبوع تقريبا، على تنظيم احتجاجات يومية داخل الضيعة المذكورة، والمقدرة مساحتها ب460 هكتارا، حيث يُصرّون على أن هذه الأراضي، التي توجد في الملك المسمى «لوطي أمزوك»، سُلِبت منهم في ظروف غامضة في السبعينيات وعلى أن التصدي لمثل هذا النوع من التفويتات كان يواجَه بالمنع والعقاب الشديد. وقد نصب المعتصمون، المؤازَرون بنشطاء حقوقيين من الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان وحركة الشباب القروي لمحاربة الفساد، خياما في الضيعة المذكورة، تعلوها الأعلام الوطنية وصور عاهل البلاد ولافتات تندد بعمليات السطو التي استهدفت العقارات التابعة للجماعة السلالية خلال سنوات الرصاص، التي أرهبت، آنذاك، ذوي الحقوق وجعلت الخوف والرعب يدِبّ في نفوسهم كلما فكروا في القيام بمحاولات لاستردادها، وفق ما جاء على لسان المحتجّين، الذين يمثلون 500 عائلة، في تصريحات متطابقة ل»المساء». وأجمعت أصوات ذوي الحقوق في الجماعة السلالية «الرزاكلة»، وبينهم نساء وشيوخ وأطفال وشباب، على استعدادهم التام لخوض كل الأشكال النضالية التصعيدية، لرفع ما وصفوه بالحيف والظلم المسلط على ساكنة دوار «الرزاكلة» وإنقاذهم من حالة الفقر المدقع الذي ترزح تحته، بعدما أضحوا أنهم لا يملكون ولو شبرا من مئات الهكتارات التي توجد تحت تصرف جهات نافذة. وقال «محمد»، أحد المعتصمين، إنه من العار أن يجد الفلاّح نفسه عاطلا عن العمل، بدون أرض يحرثها ويأكل من ثمارها، يعاني التهميش والعزلة واللامبالاة، في وقت توجد مساحات كبيرة من الأراضي الفلاحية، التي سُحِب من الجماعة حق التصرف فيها في جنح الظلام، غير مستغَلة، وفي وضعية إهمال، وختم مضيفا: «لقد ولى زمن السكوت والقمع، نحن مُصرّون على استرداد ما اغتُصب منا مهما كلفنا ذلك، لقد ضقنا ذرعا بتردي أوضاعنا المعيشية ولم نعد نطيق المشاركة في مؤامرة الصمت على الفساد». وفي خضم هذه الانتفاضة، ندد المشاركون في هذا الاعتصام باعتقال رشيد نيني، مدير جريدة «المساء»، وطالبوا بإطلاق سراحه دون قيد أو شرط، ورددوا هتافات تدين استمرار اعتقال نيني وتستنكر المضايقات والاستفزازات التي تتعرض لها الجريدة من قِبَل من وصفوهم ب»الشفارة» و»الظلَمة» و»لوبيات الفساد»، معلنين عزمهم على تنظيم وقفة حاشدة مع جريدة «المساء» للتعبير عن تضامنهم المطلق معها في المحنة التي تمر منها. وفي بلاغ توصلت «المساء» بنسخة منها، نددت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان ب»التهديدات» التي تلقاها المحتجون من طرف عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب وبرلماني المنطقة، خلال لقاء عقده مع ممثليهم في ال7 من الشهر الجاري، حيث أشعرهم، وفق ما جاء في البلاغ نفسِه، بقدوم العسكر لقمع ذوي الحقوق إنْ واصلوا احتجاجاتهم السلمية، في محاولة منه لترهيبهم وإسكات صوتهم، وطالب الحقوقيون بإلغاء جميع العقود، التي وصفوها ب»المزورة» في عمليات تفويت الضيعة المذكورة وبتعويض ذوي الجماعة من الاستفادة من أموال الغابة عن هذه المدة الطويلة. ودعت المنظمة الحقوقية السلطات الإدارية إلى التزام الحياد وممارسة مهامها وفق القانون وإلى عدم غض الطرف عن السطو الذي يطال آلاف الهكتارات من طرف من وصفتهم ب»لوبيات ورموز الفساد» في الإقليم وعدد من المنعشين الغابويين المزعومين من ذوي السلطة والنفوذ الإداري والبرلماني، مجددة مطالبتها وزارتي العدل والداخلية بفتح تحقيق عاجل في حجم الفساد الذي يمس أراضي الجموع في إقليمسيدي سليمان وكشف الحقيقة وإقرار عدم الإفلات من العقاب.