المشكل ليس في الحمية نفسها بل في الظروف المحيطة بها وطريقة اتباعها، أول هذه الأمور هي توفر إرادة قوية لدى الشخص الذي عليه اتباع الحمية لأنه غير مستعد لحرمان نفسه من عاداته الغذائية، وهؤلاء الأشخاص غالبا ما يتخذون شعار -موتة واحدة في الدنيا- لتبرير أفعالهم رغم أن هذا غير صحيح فعدم اتباع الحمية في بعض الأمراض لن يؤدي إلى الموت مباشرة بل قبله سيعاني المريض من مشاكل صحية وتعقيدات تنغص عليه حياته كبتر الأطراف والعمى والفشل الكلوي عند مرضى السكري الذين لا يحترمون الحمية، الأمر الثاني الذي يؤدي إلى فشل الحمية هو عدم اقتناع الشخص بالبرنامج الغذائي المعطى له من طرف الطبيب، خصوصا إذا لم يكن مختصا، فالطبيب عادة لا يكون له الوقت الكافي والدراية اللازمة لوصف برنامج خاص وإقناع المريض به، بل أغلب تركيزه يكون على المرض نفسه وعلى وصف أدوية مناسبة لحالته، ذلك أن لكل تخصصه ومن اجل وصف برنامج غذائي مناسب وقابل للتطبيق يجب تخصيص الوقت الكافي للمريض الذي يمتد من ساعة إلى ساعة ونصف في أول حصة، وهذا ما يعمل المختص في التغذية والحمية على توفيره، أما الطبيب فدوره مهم من أجل فحص المريض وتشخيص المشاكل الصحية التي يعاني منها بدقة وهذا أمر ضروري قبل وصف أي حمية إلا إذا كان الأمر يتعلق بشخص سليم يريد الحفاظ على وزنه أو يعاني زيادة في الوزن دون مشاكل صحية كبيرة فمن الممكن أن يمر مباشرة للحمية، من هنا يتبين لنا ضرورة أن يكون هناك تكامل بين الطبيب والمختص في الحمية من أجل إنجاح العلاج ككل.