اعتبر الكاتب العام للفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة، في كلمته التي ألقاها بالمناسبة، أن اعتقال الزميل رشيد نيني في هذه اللحظة التاريخية التي يمرّ بها المغرب، وخصوصا بعد خطاب 9 مارس، انتكاسة جديدة تتعرض لها حرية التعبير في المغرب، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحجْر وتكميم أفواه الصحافيين مرحلة ولّت، لكن تكرارها في اللحظة الراهنة يعتبر نكوصا وتراجعا خطيرا وتكلفة سيؤدي بسببها المغرب ضريبة غالية جدّا تسيء إلى سمعته كثيرا وتضر بوضعه أمام البلدان الغربية الديمقراطية، التي منحته وضعا متقدما ومتميزا في علاقاته معها. «ما دار والو ما دار والو.. الناصري يمشي فحالو» و«زنكة زنكة دار دار.. وسَجّانْ نيني سَيَنْهار»... كانت هذه بعض الشعارات التنديدية والاستنكارية، التي رددتها عشرات الحناجر الغاضبة لرجال الإعلام، مساندين من طرف بعض الفعاليات السياسية والنقابية والحقوقية وممثلين عن حركة 20 فبراير وبعض أعضاء فرع حزب العدالة والتنمية ومستشارين بجماعة وجدة في الوقفة الاحتجاجية، التي دعا إليها الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة للتضامن مع رشيد نيني مدير جريدة «المساء» مساء أول أمس الاثنين بساحة 16 غشت أمام مقر قصر بلدية وجدة بشارع محمد الخامس، التي انضم إليها بعض المواطنين. وقال مصطفى قشنني، الكاتب العام للفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة، في تصريح ل«المساء» قائلا: «يتعرض الزميل رشيد نيني لاعتقال أقل ما يقال عنه إنه تعسفي، وأقول مرة أخرى إن اعتقال رشيد نيني أو أي صحافي في هذه اللحظة في حدّ ذاته سوء تقدير وسوء فهم كبير للحظة التحول العام، التي بات المغاربة يعيشون ربيعها بعد التاسع من مارس. ومن يمس بحرية التعبير وبإبداء الرأي في هذه اللحظة كمن يتحين الفرصة لتفجير فتيل مفرقعاته، فهما سيان عندي لأن كلا منهما يستهدف الوطن». وأضاف بأنه «بدل أن يحاكم نيني كان من الأجدر أن يحاكم المفسدون الذين كتب عنهم وليس محاولة قطع الأصبع التي أشارت إليهم، الأمر الذي يؤكد أن المغرب يسير بسرعتين أو قاطرتين، الأولى تسير بقيادة الملك محمد السادس نحو التقدم والتنمية والرقي ومجموعة من الإصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية، والثانية يسوقها آخرون ويشدون المغرب إلى الوراء والتخلف ويفرملون مسيرته عبر خنق أنفاس الصحافيين وتكبيل الحريات وإرساء الفساد والاستبداد». ومن جهته، قال عادل الرامي عضو تنسيقية حركة 20 فبراير: «تشارك حركة 20 فبراير في الوقفة الاحتجاجية مع النقابة الوطنية للصحافة بمدينة وجدة لدعم الصحافي رشيد نيني، مدير جريدة «المساء»، ومساندته»، مضيفا أن الحركة تناضل إلى جانب جميع الشباب ومع القاعدة الجماهيرية بوجدة، وأنها مع الطبقة العاملة والكادحة على الصعيد الوطني، ودعم الرأي الحرّ وحرية الصحافة وحرية التعبير. وقد طالبت تنسيقية حركة 20 فبراير بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الصحافة المغربية، وعلى رأسهم الصحافي رشيد نيني. وأشار البكاي معروف، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، إلى أن حضوره في الوقفة الاحتجاجية التضامنية مع رشيد نيني، مدير جريدة «المساء»، يفرض نفسه، مضيفا «نعتبر بأن حقّ الصحافة في التعبير حقّ مقدس في دولة الحق والقانون، ويجب معاملة الصحافيين وفق المكانة التي تليق بهم وحفظ كرامتهم». وأوضح بأنه «إذا كانت هناك بعض الأخطاء والهفوات التي ارتكبتها الصحافة، فيجب سلوك المساطر القانونية كما في الدول الديمقراطية لأننا نعتقد أن هذا الوطن الغالي علينا دولة في مصاف هذه الدول، ولن نقبل بهذه التصرفات وهذه الممارسات تجاه الصحافي المغربي. ونطالب بإطلاق سراح الصحافي رشيد نيني واحترام حرية الصحافة وضمانها وحمايتها».