في مسيرة هي الأولى من نوعها بمدينة سطات، خرج أول أمس الأحد آلاف المواطنين على مختلف فئاتهم العمرية، ممثلين لفعاليات المجتمع المدني والهيئات السياسية والنقابية والحقوقية الداعمة للتنسيقية المحلية لحركة 20 فبراير بالمدينة، لتردد بصوت واحد شعارات تدين الإرهاب وتستنكر بشدة العمل الإجرامي، الذي استهدف مدينة مراكش، والذي راح ضحيته مواطنون وسياح أجانب، ولتندد كذلك بالجهة التي كانت وراء هذا المخطط الدنيء الذي يروم إحباط إرادة الشعب المغربي في التغيير وإسقاط الفساد والاستبداد. وأكدت الحركة من خلال بيانها أن هذا العمل هو رهاب وخوف من التغيير المنشود من أجل مغرب الحرية والديمقراطية الحقة. ورفع المحتجون، الذين أعربوا عن تضامنهم مع مدير نشر جريدة «المساء»، صورا لرشيد نيني، ورددت حناجرهم عبارات تندد بقمع حرية الصحافة وحرية التعبير، معتبرين أن الديمقراطية الحقيقية في تحرير الإعلام. كما رفعوا شعارات أخرى تدعو إلى الحرية في التعبير والرأي ومحاكمة المفسدين وليس الصحافيين. وفي هذا الشأن صرح المنسق المحلي لحركة 20 فبراير ل«المساء» بخصوص اعتقال رشيد نيني، قائلا: «نندد باعتقال الصحفي رشيد نيني، الذي يعتبر قلما من الأقلام الحرة والنزيهة، وحبسه يعتبر ضربا للحريات وضربا للصحافة المستقلة. ونطالب من موقعنا بالإفراج الفوري عنه، لأنه من مطالب حركة 20 فبراير استقلالية الإعلام ورفع يد الرقابة عنه».كما طالبت الحركة بإطلاق سراح رشيد نيني ومن تبقى من المعتقلين السياسيين ومحاكمة الجلادين، وإقرار قانون للصحافة والقطع مع المحاكمات والمؤامرات من قبيل ما يتعرض له مدير مؤسسة «المساء ميديا». ومن جهة أخرى، ردد االمحتجون شعارات تندد بالفساد وتدعو إلى رحيل ومحاكمة رموزه، وتمكين المواطنين من الحق في الصحة والتعليم، والحد من غلاء المعيشة، ومحاربة ظاهرة الرشوة التي تنخر جسد الإدارات المغربية، وإلغاء الدستور الحالي وصياغة دستور جديد يضمن سيادة الشعب ويمثل إرادته الحقيقية وحل الحكومة والبرلمان لفقدانها الشرعية الشعبية وترسيخها للفساد السياسي. وغير بعيد عن مدينة سطات خرج ما يزيد عن 300 مواطن يمثلون جماعة العدل والإحسان، والهيئة المغربية لحقوق الإنسان- فرع أولاد امراح، وفعاليات عن المجتمع المدني، في مسيرة احتجاجية سلمية نظمتها التنسيقية المحلية لدعم حركة شباب 20 فبراير- فرع أولاد امراح، جابت شوارع المدينة الصغيرة، ردد خلالها المشاركون شعارات تندد بالاعتقال التعسفي، الذي طال رشيد نيني مدير نشر جريدة «المساء»، معلنين تضامنهم معه من خلال رفعهم لافتات تحمل صور نيني وأخرى كتب عليها «ما تقيش جريدتي»، ومطالبين في الوقت ذاته بإطلاق سراحه وسراح جميع المعتقلين السياسيين، وتحرير الإعلام، والدعوة إلى حرية الرأي والتعبير. وعلى صعيد آخر، ردد المحتجون شعارات تندد بالفساد وتطالب بمحاكمة رموزه على الصعيدين الوطني والمحلي، محتجين على الإقصاء والتهميش الذي يطال مدينة أولاد امراح وضواحيها منذ عقود خلت، وما تعيشه المدينة من انعدام شبه تام على مستوى المرافق العمومية الأساسية، وتردي الأوضاع الصحية، والمؤسسات التعليمية، وضعف في البنيات التحتية، خاصة الطرقات الثانوية المهترئة التي تربط المدينة بالمراكز القريبة منها.