نظم «مركز خديجة رضي الله عنها لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم» بتنسيق مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط يوم السبت 26 جمادى الأولى 1432ه الموافق ل30 أبريل 2011م بالمقر المركزي للكلية الملتقى الوطني الثاني للنصرة تحت شعار «الهدي النبوي حاجة إنسانية وقيم حضارية». وقد عرف الملتقى عروضا علمية ومداخلات ومناقشات غنية توزعت على جلستين صباحيتين بمدرج الشريف الإدريسي ومائدة مستديرة في الفترة المسائية بقاعة محمد المنوني. وخلال الجلسة الصباحية الأولى وبعد الجلسة الافتتاحية التي تميزت بتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء العملية الإجرامية التي شهدتها مقهى «الأركانة» بمراكش، وكلمات الجهتين المنظمتين مع شريط خاص عن نشاطات وأهداف مركز خديجة رضي الله عنها لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، انطلقت الجلسة الأولى التي ترأسها رئيس المجلس العلمي المحلي للقنيطرة الدكتور محسن إيكوجيم والتي اتخذت عنوانا لها: «الأبعاد الحضارية في السيرة النبوية»، وقد عرفت مساهمات تناول خلالها الدكتور محمد جكيب «السيرة النبوية ومقوماتها في نجاح الإنسان»، والدكتور عبد المجيد الطريبق موضوع «البيئة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم»، والدكتور ناجي الأمجد موضوع «آليات التواصل من خلال الخطاب النبوي»، ثم الدكتور أنس الغبيسي الذي تدخل في موضوع «الأساليب التعليمية في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم». فيما تناولت الجلسة الصباحية الثانية التي ترأسها الدكتور محمد أمين إسماعيلي «السياسة النبوية العامة والعلاقة مع الآخر»، وخلالها تدخل الدكتور أحمد البوكيلي في موضوع «البعد الحواري مع الآخر في السيرة النبوية»، والدكتور الحسن إد سعيد حول «أخلاقيات السياسة العسكرية في السيرة النبوية»، والدكتور عبد السلام بلاجي في موضوع «سلوك الرسول صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين»، ثم. الدكتور محمد براه في موضوع «تأمين قاعدة الإسلام: المدينةالمنورة بعد الهجرة». وفي الفترة المسائية انعقدت المائدة المستديرة برئاسة الإعلامي الأستاذ محمد الخيراوي تحت عنوان «القيم الحياتية في خطاب المصطفى صلى الله عليه وسلم»، تحلق حولها زمرة من الأساتذة والمختصين، حيث تدخل بداية الباحث والداعية عدنان زهار في موضوع «قيمة الوفاء بالحقوق والالتزامات»، والدكتورة حنان حداد في موضوع «المواقف النبوية مع الشباب»، ومقدم برنامج القناة الثانية «الإسلام وقضايا العصر» الدكتور عبد الله الشريف الوزاني في موضوع «إرساء قيمة الإتقان في العمل»، ثم الدكتور عبد الرزاق الجاي حول «أثر الخِلقة في خطابه صلى الله عليه وسلم». وقد تلت المداخلات مناقشة مفتوحة ومعمقة حول مختلف محاور الجلستين الصباحيتين والمائدة المسائية، انتهت بالمشاركين إلى إعلان توصيات الملتقى الثاني قرأتها مديرة المركز الدكتورة كريمة بوعمري كان من أبرز ما جاء فيها التأكيد على انتظام الملتقى وتجسيد بعده الوطني بعقد دوراته في مدن مغربية مختلفة لتعميق وتنويع حضوره وتوسيع دوائر تفاعلاته على المستوى الوطني، كما دعا المشاركون إلى التفكير في عقد مؤتمر دولي للسيرة النبوية يستضيف أسماء علمية من خارج المغرب، وذلك لتفعيل الحوار وتوسيع دائرة البحث العلمي في قضايا السيرة النبوية وتعميق الرؤى المتميزة التي يطرحها المركز بهذا الخصوص لتوضيح معالم الأسوة النبوية وملامح النموذج الحضاري المحمدي في شتى جوانبه بعيدا عن كل تنميط مجحف أو سوء فهم غير منصف. وأوصى المشاركون بإطلاق برنامج عمل يتأسس على مشروع مفتوح تحت شعار «الرقي الإنساني من خلال الهدي النبوي»، يسعى إلى تثمير الهدي النبوي في مختلف المرافق والمؤسسات والقطاعات، وذلك من خلال تفعيل شراكات المركز مع مختلف الهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، في التعليم والصحة والاقتصاد والبيئة والإعلام والتأهيل الاجتماعي وقضايا المرأة والشباب والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة..إلخ. وتفعيلا لهذا المشروع دعا المشاركون إلى تولي المركز الإشراف على إعداد برنامج حواري تلفزي يتناول مختلف القضايا الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية المعاصرة من منظور نبوي ويكون منفتحا على مختلف الكفاءات العلمية التي من شأنها تقديم رؤية نبوية متجددة وعميقة لمختلف الأسئلة التي يطرحها علينا الراهن المحلي والعالمي. وفي الختام نوهت مديرة المركز بالمستوى العلمي الرفيع للمداخلات والمناقشات وبالتآلف الباهر الذي طبع الجلسات بين البعد العلمي الأكاديمي والعمق الإيماني والروحاني مما يحتاجه بحدة وإلحاح خطابنا الديني المعاصر. وقد وعدت الأستاذة كريمة بوعمري بطبع أعمال الملتقى الثاني على غرار ما أنجزه المركز بخصوص الملتقى الأول، وتعهدت بالعمل مع كل المشاركين والهيئة العلمية للمركز من أجل تنزيل توصيات الملتقى الثاني وإخراجها إلى حيز الوجود، ليسدل الستار على الملتقى بقراءة البرقية التي رفعها المركز إلى أمير المومنين بهذه المناسبة العلمية المتميزة.