يشعر معظم الناس بعدم السعادة جراء المظهر الذي يبدون عليه، ولكن البعض منهم يقتنع أن جانبا من مظهره مثير للاشمئزاز، رغم ظهوره بشكل طبيعي أمام الآخرين. ويسمى ذلك النوع من النظرة المشوهة إلى الذات «اضطرابات تشوه الجسم»، والتي تؤثر، بشكل متساوٍ، على كل من الرجل والمرأة، وتبدأ عادة في سنوات المراهقة. ودائما ما يركز المصابون بتلك الاضطرابات على البشرة والشعر أو ملامح الوجه، ولكنْ يمكن أن يكون أي جزء آخر من الجسم.. فعلى سبيل المثال: - ظهور الندوب البسيطة على الذقن وقضاء الفتاة أوقاتا طويلة أمام المرآة، في محاولة لإخفاء ذلك من خلال وضع الماكياج. - امتلاك الفتى شعرا خفيفا مما يجنبه الظهور أمام الآخرين دون ارتداء القبعة. وقد أسمى أحد كبار الخبراء في مجال اضطرابات تشوه الجسم ذلك «محنة القبح الوهمي»، حيث إن القبح يمكن أن يكون أمرا وهميا ولكن ما يسببه من ألم حقيقي للغاية. فقد يتوقف أصحاب تلك الاضطراب عن العمل وينعزلون عن الأصدقاء أو يرفضون الخروج من المنزل، خشية الظهور بذلك الشكل القبيح. وقد تكون المحنة أشد لدى بعض الأشخاص، الأمر الذي يدفعهم إلى التفكير في الانتحار أو محاولة تنفيذه، ومن ثم تكون هناك حاجة كبيرة إلى التماس العلاج الفوري. أعراض اضطرابات تشوه الجسم: يمكن للمصابين باضطرابات تشوه الجسم أن يقوموا بأحد الأمور التالية: - قضاء العديد من الأوقات أمام المرآة أو المضي في طريقهم، متجنبين النظر إلى المرآة، - استخدام المرآة والنظارات الشمسية والشعر المستعار والضمادات والقبعات والأوشحة لإخفاء العيوب المتخيَّلة، - المقارنة المستمرة للذات مع الأشخاص الآخرين، - الحاجة الدائمة إلى إعادة التأكيد على أن عيوبهم قد تم إخفاؤها، - تجنب المواقف الاجتماعية نتيجة قلقهم بشأن مظهرهم، - تكرار علاج البشرة أو جراحات التجميل. وقد تصاحب اضطرابات تشوه الجسم ببعض المشاكل مثل: - الاكتئاب، - القلق والتوتر، - اضطرابات الطعام، - الفوبيا الاجتماعية، - الوسواس القهري. مسببات اضطرابات تشوه الجسم: إن الخبراء ليسوا متأكدين من سبب إصابة الناس بتلك الاضطرابات، وغالبا ما يتم علاجها بنجاح من خلال تناول العقاقير المؤثرة على مادة «السيروتونين» في الدماغ، لذا يمكن أن يكون السبب راجعا إلى وجود خلل في تلك المادة الكيميائية. كما يمكن أن يكون من أسباب هذه الاضطرابات كافة الصفات الموروثة والتجارب السلبية، كالمضايقة وسوء المعاملة. كيف يتم تشخيصها؟ سيقوم الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية بطرح عدة أسئلة لمعرفة كيف يشعر الشخص تجاه مظهره أو يطلب من المريض ملء استمارة تحتوي على بعض الأسئلة المماثلة. ويقوم الطبيب بتشخيص اضطرابات تشوه الجسم إذا: - كان الشخص مصابا بمشكلة متصورة حول مظهره، - أدت به تلك الإصابة إلى محنة حقيقية وجعلت من الصعب عليه أن يعيش حياة طبيعية، - كان من الأفضل عدم توضيح الإصابة من خلال اضطراب آخر. كيف يمكن علاج تلك الاضطرابات؟ دائما ما يعالج الأطباء اضطرابات تشوه الجسم مع مجموعة من مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي. مضادات الاكتئاب : تسمى مضادات الاكتئاب المستخدمة في علاج اضطرابات تشوه الجسم مثبطات امتصاص «السيروتونين» الاختيارية، ومن أمثلته «sertraline» و«fluvoxamine» و«fluoxetine». يستجيب معظم الأشخاص لتلك العلاجات بشكل جيد، وفي بعض الحالات، تزول الأعراض تماما، بينما تقل في حالات أخرى. كما أن الجرعات المستخدَمة في علاج اضطرابات تشوه الجسم هي أكثر من تلك التي تُستخدَم في علاج الاكتئاب. وبمجرد الوصول إلى أقصى الجرعات، ينبغي الاستمرار لمدة تصل من 12 إلى 16 أسبوعا. العلاج النفسي: يستخدم العلاج السلوكي المعرفي في معالجة ذلك الاضطراب، حيث إنه يجمع بين اثنين من إستراتيجيات العلاج المختلفة، وهما: -العلاج المعرفي، الذي يساعد الأشخاص في مواجهة الأفكار السلبية وإبدالها بالأخرى، الإيجابية والصحية. -العلاج السلوكي، الذي يساعد في كسر العادات غير الصحية المصاحبة لاضطرابات تشوه الجسم. فإذا كنت تعرف أحدا مصابا باضطرابات تشوه الجسم، فعليك نصحه بالتوجه، فورا، إلى الطبيب أو إلى أخصائي الصحة العقلية، فالعلاج يساعد الشخص في اكتساب صورة أفضل عن ذاته والإحساس بمزيد من الارتياح، وبدون العلاج، ستستمر تلك المشكلة طيلة الحياة.
نصائح مثالية التركيز على الصحة وليس الوزن: من خلال تعلم أن التغذية الجيدة وممارسة التمرينات الرياضية هما سر تجنب الأمراض والتمتع بحياة صحية. تجنب وصف الأطعمة بالجيدة أو السيئة: وهذا لأن من النظام الغذائي الصحي، جميع الأطعمة جيدة إذا تم تناولها باعتدال. عدم الحكم على الآخرين استنادا إلى أوزانهم أو مظهرهم: فالوزن ليس مؤشرا على الشخصية، والأشخاص الجيدون يأتون في جميع الأشكال والأحجام. حذاري من صور المشاهير: وذلك بالتأكد من أن المشاهير غير مثاليين ولا يتمتعون بصحة جيدة، مع الإشارة إلى استخدام الإضاءات الخاصة والجرافيكس في تغيير شكل جسم الممثلة أو المذيعة. الاعتناء بنفسك جيدا: من خلال تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام معيشي صحي.