لم يتمكن سكان جماعة الوداية وتاملالت زوال أول أمس الاثنين، من الوصول إلى مقر ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، بعد أن قرر ما يقارب ستة آلاف من ساكنة المنطقتين تنظيم مسيرة سلمية، مشيا على الأقدام على طول المسافة الفاصلة بين المنطقتين ومدينة مراكش، تقدر بأكثر من خمسة عشر كيلومترا، للمطالبة برحيل رئيس المجلس الجماعي. وقطع سكان جماعة الوداية ما يقارب ثلاثة كيلومترات في اتجاه مراكش، قبل أن يتم توقيفهم من قبل أفراد القوات المساعدة وعناصر من الدرك الملكي، الذين أجبروا الغاضبين على الرجوع، ووعدوهم بفتح حوار مباشر مع الجهات المعنية قصد إيجاد حلول. «هذا عار هذا عار..في لوداية عندنا...» شعار ردده مئات الغاضبين من سكان جماعة الوداية، الواقعة على بعد حوالي 15 كليومترا، غرب مراكش، على الطريق الوطنية رقم 08، الذين كانوا مؤازرين بهيئات حقوقية ومدنية بالمنطقة، للمطالبة برحيل الرئيس الذي ينتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة. كما طالب المحتجون بمحاسبة الرئيس والمتعاونين معه في ملفات تخص «سوء تدبير الموارد المادية للجماعة»، التي تعتبر من بين أغنى الجماعات بالمنطقة، في حين اعتبر مصدر مقرب من الرئيس، في اتصال مع «المساء» أن هذه المسيرة يحركها ثلاثة أشخاص خارج تغطية التسيير الجماعي الجاد. كما تمكنت السلطات المحلية بمدينة تاملالت، التابعة لإقليم قلعة السراغنة، من ثني أزيد من خمسة آلاف من ساكنة المنطقة، كانوا متجهين بدورهم إلى مقر ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، مشيا على الأقدام. المسيرة انطلقت من منطقة زمران الشرقية، التي تربع رئيسها على كرسي المجلس الجماعي أزيد من 20 سنة، عرفت فيها المنطقة، حسب شكايات متعددة لأعضاء المجلس، تجاوزات خطيرة في عدد من المجالات، خاصة تلك المتعلقة بالجانب المالي، دون خضوعه للتفتيش والمساءلة، بالإضافة إلى قطع مياه الري عن الساكنة، وهي النقطة التي أفاضت الكأس، وجعلت الآلاف يخرجون في مسيرة احتجاجية في اتجاه مراكش.