ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من أداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ ما لا يعرفه عن الرياضيين. - كيف عشت طفولتك؟ < طفولتي بدأت في حي عين الشق الذي نشأت فيه، وبالضبط بالمساكن المخصصة للديوانة، لأن والدي كان يشتغل في قطاع الجمارك، ككل الأطفال كنت مهووسا بكرة القدم، وكنت مدمنا على ملعب الحي حيث يدربنا الصحراوي الذي يقطن في الملعب ذاته، في تلك الفترة كان لاعب ومدرب الوداد السابق الشريف يمارس في الملعب ذاته، إضافة للاعبين آخرين كسعيد زمارة اللاعب السابق للرجاء البيضاوي، بعد ذالك انتقلت الأسرة للاستقرار في درب ميلان لأن إدارة الجمارك منحت موظفيها بقعا أرضية في هذه المنطقة التابعة لتراب درب السلطان الذي يتميز بأغلبية رجاوية. - لكنك اخترت الوداد هل تمردت على القاعدة ما السر في ذلك؟ < لم أتمرد في البداية فقد وقعت أول رخصة لصغار الرجاء البيضاوي، وتدرجت عبر فئاته إلى جوار لاعبين أكملوا المشوار داخل هذا الفريق، كجواد ومخلص وأنيس وكابول وغيرهم من نجوم تلك الفترة، بعد ذلك تدخل والدي الذي كان عاشقا للوداد واستعمل كل سلطاته لتغيير وجهتي، فأخذني عند با سالم الذي ألحقني على الفور بشبان النادي، وبعد حصولي على الباكلوريا تدخل والدي مرة ثانية وجول اتجاهي نحو تولوز من أجل أي استكمال دراستي الجامعية، سيما وأنه كان جنديا سابقا في القوات المسلحة الفرنسية. - لكنك غيرت أيضا النوع الرياضي وأصبحت لاعبا لكرة اليد؟ < في جامعة تولوز أصر مدرب فريق الجامعة أن أنضم لفريق الكلية وأحرس مرمى نادي المؤسسة لكرة اليد، رحبت بالفكرة وساعدتني لياقتي البدنية على الاندماج سريعا، وحين عدت إلى المغرب سنة 1976، التحقت بالنادي الجامعي البيضاوي لكرة اليد كحارس، حينها كان الفريق يستحوذ على كل الألقاب، وبعد مباريات معدودة أصبحت الحارس الأساسي للمنتخب الوطني. - ما هي المهنة التي مارستها بعد عودتك من فرنسا؟ < التحقت بمدرسة تكوين أساتذة التربية البدنية، وهو ما ساعدني على اللعب للنادي الجامعي الذي كان يسيطر فعلا على البطولات، للأسف الفريق قدم اعتذارا عاما وانسحب من المنافسات، بعد خلافات مع الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد. - أصبحت إذن بدون فريق ما هي وجهتك؟ < لقد استغل المرحوم القباج الذي كان رئيسا لوداد كرة اليد، وضم مجموعة من اللاعبين إلى فريقه، وتلك شرارة انطلاقة الوداد، في هذه الفترة كنت ألعب كرة القدم مع دفاع عين السبع، وكرة اليد مع الوداد والأغرب أنني كنت عميدا للفريقين معا. - ما هي اللعبة ذات الأفضلية لديك؟ < لقد نودي علي في نفس اليوم لمرافقة المنتخب المغربي لكرة اليد في مشاركته في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ودعوة أخرى من لبصير مدرب منتخب الأمل لكرة القدم للدخول في معسكر مماثل، لكنني اخترت كرة اليد، كنت إلى جانب بليندة ومويس الثلاثي الوحيد الذي يمارس اللعبتين معا. - وكيف كنت توفق بين اللعبتين؟ < كانت لياقتي البدنية تسعفني، حيث كنت ألعب كرة اليد صباحا مع الوداد، وبعد الزوال أحمل قميص دفاع عين السبع الذي كان من أقوى فرق الدرجة الثانية، ذات يوم من سنة 1988 كان عبد الرزاق مكوار يتابع بملعب الأب جيكو مباراة بين الراسينغ البيضاوي ضد دفاع عين السبع، وقال لأحد مرافقيه وهو يتابع حركاتي «إن عميد دفاع عين السبع يشبه حارس الوداد لكرة اليد الذي تابعنا مباراته هذا الصباح»، فرد عليه مرافقه بأن الأمر يتعلق بلاعب واحد، وفي نهاية المباراة اتصل بي وهنأني على قدرتي في تحمل عبء لقائين، بل واقترح علي حراسة مرمى فريق كرة القدم، لكنني رفضت المقترح احتراما للاختصاص. - بعد تخرجك أين تم تعيينك من طرف الوزارة؟ < في ثانوية بأولاد تايمة، لكنني رفضت الالتحاق بهذه المدينة، وتدخل وزير الشبيبة والرياضة الطاهري الجوطي، ووعدني بتسوية المشكل مباشرة بعد عودتي للمنتخب المغربي لكرة اليد الذي كان يستعد للسفر إلى روسيا، وافقت على مرافقة الفريق الوطني، وحين عدت توصلت بتعيين آخر إلى عين السبع وليس أولاد تايمة. - عرف طاليب بارتباطه القوي بوالدته ما السر؟ < هي تقطن معي رغم أن لها شقتها الخاصة بها، لقد ظلت رمزا للتضحية والحنان، وردا لجميلها قررت أن أكون يوميا إلى جانبها، لقد باعت كل ما تملك من مجوهرات من أجلنا، وبفضلها تعلمنا ودرسنا ونال إخواني مناصب هامة في مؤسسات كبرى. - هل ينتمي عبد الرحيم لسلالة الشرفاء الأدارسة؟ < أنا من أصل صحراوي وبالضبط من تافيلالت، أنتمي لسلالة الشرفاء الأدارسة، وهو ما ينمي بين أفراد العائلة طقوسا محافظة، فضلا عن الصدق والأمانة والصراحة وكل القيم التي لم يعد لها وجود الآن. - هل لك سلالة رياضية؟ < ابنتي الوحيدة عمرها 15 سنة، تمارس السباحة وتعد من خيرة السباحات الواعدات، وأنا أول مدربيها، لكنني أتدخل كي تركز على الدراسة أولا، وبعد حصولها على االباكلوريا يمكن أن تختار وجهتها الرياضية. - ما هي حكايتك مع حوادث السير؟ < في الجديدة تعرضت لمداهمة من شاحنة كانت تخالف القانون، وفي طريقي إلى تطوان حصل انفجار للعجلة فانقلبت السيارة، لكن في الحادثتين الله حفظنا، لأنني فاعل خير و«مرضي الوالدين».