«بني الفيلا وزيد العمارة... وحنا الفقرا فالبراكة والقصديرة» بهذا الشعار العريض خرج عدد من سكان براريك «حسن وخديجة» بمدينة الجديدة مساء يوم الثلاثاء الماضي بساحة قرب الحي الصفيحي المذكور للاحتجاج على الظروف المزرية التي يعيشون فيها داخل هذا التجمع الصفيحي العشوائي الذي قضى فيه بعضهم أزيد من مائة سنة. ورفع السكان شعارات تطالب المسؤولين بضرورة الالتفات إلى المشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها هؤلاء السكان، كما رفع الأطفال والشباب والنساء لافتات يرفضون من خلالها الاستمرار في العيش داخل الأكواخ والبراريك. «نحن مهمشون ونعيش ظروفا قاسية وهؤلاء المسؤولون لا يقصدوننا إلا في فترة الانتخابات لجمع الأصوات الانتخابية، ومباشرة بعد نجاحهم يديرون ظهورهم لساكنة «براريك حسن وخديجة» تصرح ل«المساء» من مكان الوقفة ( م.خ) في متوسط العمر والحسرة بادية على وجهها. وأضافت نفس المتحدثة «نحن تعبنا من الوعود الكاذبة وزيارات أصحاب ربطات العنق في المناسبات ... نريد حلا شاملا، نريد من المسؤولين أن يسمعوا صوتنا وصوت أبنائنا. وحسب نفس السيدة فإن شطرا من ساكنة «براريك حسن» تم ترحيلهم لكن العملية عرفت انتقائية، إذ تم ترحيل أسرة واحدة من كل زنقة تضم العشرات من الأسر. وأفادت سيدة أخرى أن ساكنة براريك «حسن وخديجة» منقسمون بحيث هناك من يحبذ فكرة الترحيل فيما فئة أخرى من السكان تتشبث بمقترح إعادة الهيكلة لكونهم يتوفرون على بقع أرضية بهذا المكان منذ زمن طويل. شاب آخر من ساكنة الأحياء الصفيحية المذكورة صرح ل«المساء» بأنه خرج للتو من السجن بعد قضائه عقوبة حبسية حمل فيها المسؤولية الكبرى للظروف المزرية التي يعيشها شباب هذا التجمع الصفيحي العشوائي، وكذا للسوق الممتاز الذي يجاور براريك حسن وخديجة، الذي قال إنه يوفر لشباب الحي كل ما يحتاجون إليه من خمور عبر الباب الخلفي الذي يوجد قبالة الحي مباشرة، كما أكد هذا الشاب أن الظروف الاجتماعية التي يعيش فيها أبناء براريك «حسن وخديجة» تدفعهم إلى تعاطي المخدرات والمسكرات لمحاولة نسيان الوضع، وهذا الأمر بطبيعة الحال يؤدي إلى انتشار الجريمة بهذا الحي الصفيحي المهمش. وكان سكان براريك «حسن وخديجة» قد رفضوا بشدة في وقت سابق إقدام السلطات المحلية، بعد إحصائها لعدد ساكنة الحيين الصفيحيين، على مطالبتهم بهدم بيوتهم وانتظار دورهم في الاستفادة من بقع أرضية حددت مساحتها في 64 مترا مربعا ستسلم لهم فيما بعد بمنطقة بعيدة عن وسط المدينة.