استمعت مختلف الأجهزة الأمنية في مكناس إلى إفادة محام ومستشار جماعي اتهم نقيب هيئة المحامين بالمدينة، في «بلاغ» وجهه إلى السلطات الأمنية، ب«الإساءة للملك والوطن». وقال العلوي المحمدي مولاي عبد الله، وهو عضو بالمجلس الوطني للحركة الشعبية، ل«المساء» إنه تقدم يوم 4 أبريل الجاري ببلاغ عن تصريح نسبه إلى النقيب والبرلماني الاستقلالي عبد الواحد الأنصاري، في إطار جواب له عن الوضعية التي يعيشها المغرب على إثر احتجاجات حركة 20 فبراير، ونسب هذا المحامي لنقيبه تصريحات اعتبرها مسيئة ل«الملك والوطن» في جلسة خاصة بين الطرفين تعود إلى 19 فبراير الماضي، أي يوما واحدا قبل احتجاجات حركة 20 فبراير. ونسب هذا المحامي والمستشار الجماعي تصريحا لنقيبه يتحدث فيه عن استعداد الاستقلاليين إلى تعبئة المظاهرات ودعمها إذا ما تم حل الحكومة والبرلمان. وسئل هذا الحركي، أثناء الاستماع لإفادته عن وجود شهود في هذه القضية التي تأخر في التبليغ عنها. وبرر «المُبلغ» هذا التأخير بالقول إنه حاول التعامل سياسيا مع الموضوع لأنه كان هناك احتقان في الشارع، مضيفا أنه كان منشغلا أيضا بزيارة مستشارين جماعيين في المدينة للصين الشعبية من أجل توقيع اتفاقيات. كما سئل «المُبلغ» عن وجود «خلافات» مهنية بينه وبين النقيب، الذي يواجه، في الآونة الأخيرة، انتقادات من قبل بعض المحامين، في قضايا يختلط فيها ما هو شخصي بما هو مهني وبما هو مرتبط بالحملة الانتخابية «السابقة لأوانها» لانتخاب نقيب جديد للهيئة في أواخر السنة الجارية. ورفض عبد الواحد الأنصاري، في اتصال ل«المساء» به، التعليق على هذا البلاغ. واكتفى بعبارة «no comment»، قبل أن يقفل هاتفه النقال. فيما يرجح، طبقا لبعض المصادر، أن يكون النقيب قد حرك شكاية ضد هذا المحامي بخصوص مخالفات مهنية هي التي دفعته إلى القيام بخطوة «التبليغ». لكن المحامي العلوي نفى في تصريحاته ل«المساء» أن يكون قد توصل بأي استدعاء في الموضوع. وسبق لمحاميين من الهيئة نفسها أن تقدما بشكاية إلى المجلس الأعلى للقضاء يتهمان فيها نقيبهم بالوقوف وراء «اختلالات» في تدبير الشؤون المالية لهذه الهيئة. ورد الأنصاري على هذه الانتقادات بالقول، في تصريح سابق ل«المساء»، إن المحاميين «متعفنان، وإنهما متابعان بمخالفات مهنية، منها ما يتعلق بالتصرف في ودائع الزبناء». وتدخل نقيب سابق على خط هذا الملف، ووصف تدخله على أنه يدخل في إطار التنافس المحموم بين أجنحة الهيئة بالعاصمة الإسماعيلية من أجل الظفر بمنصب «النقيب» للولاية المقبلة.