في الوقت الذي كان فيه المسؤولون والمنتخبون، من مجتمع «النخبة»، يملؤون فنادق فاس التي قدموا إليها لحضور حفل الولاء الذي تخلل الاحتفالات الرسمية للذكرى التاسعة لعيد العرش بالمدينة ذاتها، كانت آمال، مغربية الأصل والحاملة للجنسية الهولندية، تقيم بأحد الفنادق الفخمة بمدينة «العلم والعلماء» وتحتفل بطلاقها من زوج مغربي يعمل موسيقيا في إحدى الفرق الصغيرة بالمدينة إياها. آمال قضت ما يقارب خمسة أسابيع في غرفة فخمة بفندق المرينيين، أحد أقدم وأشهر الفنادق بفاس، وهو يجاور أكبر حي هامشي. ويعرف الفندق بتعزيزاته الأمنية المشددة بعدما تعرض لاقتحام منحرفين له عدة مرات. وتتحدث بعض الأخبار عن كون فرد من أفراد العائلة الملكية عمد إلى شرائه في الآونة الأخيرة. آمال، المزدادة سنة 1967 بفاس والتي هاجرت نحو هولندا منذ حوالي 15 سنة، قررت أن تخرق العرف وتحتفل بطلاقها، كما هي العادة لدى بعض الأوربيين والأوربيات الذين يختارون الاحتفال بالطلاق، بنفس الفرح -وأكثر في بعض الحالات- الذي يخلدون به زواجهم. خمسة أسابيع استمتعت فيها آمال، طبقا لأصدقاء رافقوها خلال هذه «الاحتفالات»، بتطليقها من زوجها المغربي. وخصصت لمرافقيها ما لذ وطاب من المشروبات طيلة مدة إقامتها بالفندق، إلى حد تحدثت فيه بعض المصادر عن صرفها لحوالي 20 مليون سنتيم، بهذه المناسبة. ورافقتها في هذه اللحظة ابنتها ذات ال12 سنة، والتي أنجبتها من سوري سبق لها أن تزوجته. وظلت آمال، تحكي المصادر، مزهوة بنفسها، طيلة أيام الاحتفالات وطلبت من أصحاب الفندق أن يعدوا لها، في إطار احتفال خاص أقيم في نفس اليوم الذي شهد احتفالات الولاء، كعكة كتبت عليها عبارة «آمال تحتفل بطلاقها»، ودعت مصورا صحفيا لمواكبة تحركاتها واحتفالاتها بالمناسبة. كما حرصت على أن تدعو بعض الصحفيين المحليين. وشاءت الصدف أن يحضر إلى الفندق، الذي احتضن احتفالها بالطلاق، عدد من الرسميين الكبار، ضمنهم مستشار ملكي وعمدة مدينة كبيرة وبرلمانيون أتوا لتقديم الولاء للملك. كما شاءت الصدف في تلك الليلة أن يحضر إلى نفس الفضاء خليجي مرفوق بشابة وشاذ جنسي اضطر رجال «التدخل السريع» بالفندق إلى تقديم اعتذار إليه بعدما منعوه من القيام بتصرفات مخلة بالحياء في مكان عمومي. لكن تدخل أحد البرلمانيين المغاربة الحاضرين فرض على هؤلاء «الفيدورات» تقديم الاعتذار إلى الشاذ ومرافقه، وتركوا لهم الفضاء فارغا لتمضية ليلة حافلة ب«النشاط». وتقول مصادر مقربة إن آمال حرصت على منع الذكور من التوافد على حفلتها الخاصة التي أحضرت لإحيائها فرقتي كناوة وعيساوة، ولم يحضر من هذا الجنس سوى ما يقرب من 5 أشخاص. فيما فتحت الباب على مصراعيه لكل الإناث للاستمتاع بالأمسية والرقص على نغمات موسيقى امتزج فيها الغربي بالشرقي بالمغربي. آمال، ومباشرة بعد احتفالها بالطلاق، عادت إلى هولندا، وتركت فاس كلها تتحدث عن هذا «الحدث» الاستثنائي الذي بموجبه دخلت التاريخ. إنها أول امرأة مغربية تحتفل بطلاقها في المغرب، وفي فاس، عاصمة العلم والعلماء.