احتل مضيفو شركة «أطلس بلو» للطيران، يوم السبت الماضي، مرافق مطار مراكش المنارة ومنعوا 10 رحلات جوية من الإقلاع، احتجاجا على عدم تسوية أوضاعهم، رغم الوعود التي كانوا قد تلقوها من طرف إدارة «لارام». وتضمنت الرحلات «الممنوعة» 8 رحلات تابعة مباشرة لشركة «أطلس بلو»، فيما الرحلتان الأخريان تابعتان لشركة نرويجية تسيرها «لارام»، غير أن المحتجين سمحوا للشركات الأخرى بمباشرة إجراءات السفر. وقد تسببت هذه الحركة الاحتجاجية، التي استمرت حوالي 6 ساعات فقط، في تأخير حوالي 1500 مسافر عن التحليق إلى وجهاتهم، فيما انضم بعض المسافرين، وبينهم أجانب، إلى المعتصمين، تضامنا معهم، بل إن عددا من الأجانب رفضوا السفر حتى يستجاب لمطالب المعتصمين. وقد اضطر والي مراكش، محمد امهيدية، إلى التدخل، حيث حل بمطار مراكش -المنارة ودعا المسؤولين في شركتي الخطوط الملكية المغربية و«أطلس بلو» إلى الجلوس إلى مائدة الحوار مع المحتجين وإلى إيقاف الاعتصام في بهو المطار. وبعد استجابة المعتصمين لطلب الوالي وفتح نقاش مطول يوم ثاني أبريل الجاري، بحضور ممثلين عن الشركتين المعنيتين وممثلين عن نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إلى جانب ممثلين عن المعتصمين والكاتب العام للولاية، تم عرض نقط الملف المطلبي لمضيفي «أطلس بلو»، الذي تضمَّن ضرورة التزام شركة «لارام» بصرف أجور جميع المضيفين والمضيفات كاملة، خلال شهري يناير وفبراير، في أجل أقصاه 5 أيام من تاريخ اللقاء، وصرف أجر شهر مارس الأخير، على اعتبار أنهم كانوا موقوفين وليس مضربين، كما تدّعي الشركة المعنية، كما تشبث المعتصمون بوضع قانون أساسي خاص بهم، يُبيّن نوع العلاقة التي تربطهم بالشركة الأم، الخطوط الملكية المغربية، ويبقى هذا المطلب، هو الوحيد والأخير ولا يمكن قبول الاندماج بواسطة الشركة الوسيطة، المتمثلة في شركة «متعددة الخدمات» (AMS). وكان عدد من المضيفين والمضيفات، تابعين لشركة «أطلس بلو»، قد تفاجؤوا باقتطاعات تطال رواتبهم الشهرية من قِبَل الشركة المذكورة، على أساس أنها اقتطاعات تخص صندوق التقاعد، في حين أن العديد منهم غيرُ مصرَّح بهم لدى الوكالة المذكورة، والبعض الآخر تم التصريح بهم في فترة سابقة، ولمدة محدودة، قبل أن توقف الشركة تصريحها بهم، بدعوى مغادرة المعنيين الشركة، رغم أنهم ما يزالون يمارسون عملهم إلى حدود منعهم من قِبَل مسؤولي الشركة المسيرة. بل إن الشركة نفسها، التي تقوم بالاقتطاع من رواتبهم الشهرية، لم يعد لها وجود، بعد أن تولّت شركة الخطوط الملكية المغربية (لارام) تسيير أسطولها ودخولها مرحلة التصفية النهائية، ابتداء من فاتح مارس الماضي، حيث تم إلحاق طائرات وربابنة شركة «أطلس بلو» بشركة الخطوط الملكية المغربية، التي يديرها إدريس بنهيمة، مع استثناء المضيفين والمضيفات، الذين اشترط عليهم توقيع عقد مع شركة وسيطة «شركة متعددة الخدمات» (AMS)، مقابل العمل في الشركة الثانية «لارام»، دون أخذ العقد الذي يجمعهم بشركة «أطلس بلو» بعين الاعتبار، وهو الأمر الذي رفضه المعنيون بالأمر، رفضا كليا، وطالبوا بتسوية وضعيتهم، على غرار الربابنة وبعض موظفي شركتهم، الذين انتقلوا -بموجب عقد جديد- إلى شركة «لارام». وهددت نقابة العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التابعة لحزب الاستقلال، بإعلان إضراب عام في جميع قطاعات النقل، في حالة عدم خضوع إدريس بنهيمة، المدير العام ورئيس الخطوط الملكية المغربية، لمطالب 260 مضيفا ومضيفة من شركة «أطلس بلو»، الذين يعتصمون في مقر هذه الأخيرة في مراكش منذ حوالي ثلاثة أسابيع.