سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكثر من 260 مضيفا ب«أطلس بلو» يحتلون مقر شركة «لارام» بعد أن اكتشفوا أنهم غير مصرح بهم في صناديق التقاعد اصطحبوا معهم أبناءهم للمبيت في مقر الشركة احتجاجا على سوء أوضاعهم المهنية
فوجئ عدد من المضيفين والمضيفات التابعين لشركة «أطلس بلو» باقتطاعات تطال رواتبهم الشهرية من قِبَل الشركة المذكورة، على أساس أنها اقتطاعات تخص صندوق التقاعد، في حين أن العديد منهم غير مصرح بهم لدى الوكالة المذكورة، والبعض الآخر تم التصريح بهم في فترة سابقة، ولمدة محدودة، قبل أن توقف الشركة تصريحها بهم، بدعوى مغادرة المعنيين الشركة، رغم أنهم ما يزالوا يمارسون عملهم إلى حدود منعهم من قِبَل مسؤولي الشركة المسيرة. بل إن الشركة نفسها، التي تقوم بالاقتطاع من رزاتبهم الشهرية، لم يعد لها وجود، بعد أن تولت شركة الخطوط الملكية المغربية (لارام) تسيير أسطولها ودخولها مرحلة التصفية النهائية، ابتداء من فاتح مارس الجاري، حيث تم إلحاق طائرات وربابنة شركة «أطلس بلو» بشركة الخطوط الملكية المغربية، التي يديرها إدريس بنهيمة، مع استثناء المضيفين والمضيفات، الذين اشترط عليهم توقيع عقد مع شركة وسيطة «شركة متعددة الخدمات» (AMS)، مقابل العمل في الشركة الثانية «لارام»، دون أخذ العقد الذي يجمعهم بشركة «أطلس بلو» بعين الاعتبار، وهو الأمر الذي رفضه المعنيون بالأمر، رفضا كليا، وطالبوا بتسوية وضعيتهم، على غرار الربابنة وبعض موظفي شركتهم، الذين انتقلوا -بموجب عقد جديد- إلى شركة «لارام» بشكل رسمي. وبعد صدور هذا القرار، وجد المضيفون، الذين يبلغ عددهم حوالي 260 مضيفا ومضيفة، أنفسهم أمام وضع مجهول لم تتحمل مسؤوليتَه لا الشركة التي يجمعهم بها عقد عمل ولا الشركة الثانية، التي تولت تسييرها ولا حتى مسؤولو وزارة النقل، الذين لم يتدخلوا إلى حدود اليوم لتسوية وضعية المتضررين. وأمام هذا الوضع، وتعرض المضيفون المذكورون للعديدة من المشاكل، بسبب وضعهم الاجتماعي الجديد، كان من بينها تخلي شركة «لارام» على بعضهم في مطار «أورلي» في العاصمة الفرنسية باريس، بدون أوراق الإقامة ولا أوراق السفر، يواجهون مصيرهم المجهول، بعد أن أُخبِروا من قِبَل ربان الطائرة أنه يتوفر على تعليمات يتعين عليهم بموجبها تعويض بطاقة عضو الطاقم وبطاقة الحفاظ على الكفاءات التي تحمل علامة «أطلس بلو» بأخرى تحمل علامة شركة أخرى. وهو ما رفضه المعنيون، لكونه يدخل ضمن «الغموض» الذي تدير به خطوط «لارام» أزمتهم، من جهة، ولكونهم لا يربطهم بالخطوط الملكية المغربية أي عقد عمل، وتم التخلي عنهم بشكل استفزازي لمواجهة مصيرهم ووضعهم أمام أمر الواقع للقبول بالوضعية الجديدة، من جهة أخرى. إلى ذلك، يخوض المتضررون سلسلة وقفات احتجاجية في كل من الدارالبيضاءومراكش، آخرها الاعتصام والمبيت داخل مقر الشركة في مراكش، حيث يبيت المئات من المضيفين والمضيفات، رفقة أبنائهم، ويعيشون على ما يجلبه لهم أفراد أسرهم إلى داخل مقر الشركة منذ حوالي أسبوع. وقد ندد المعتصمون بمبدأ التمييز الذي تعاملت به الشركة الأم مع فئة المضيفين، بعد أن أدمجت الربابنة في شركة «لارام» وتخلّتْ عنهم. وبعد سلسلة لقاءات مع الشركة الأولى والشركة المحتضنة، بحضور ممثلي السلطة المحلية ومندوبي الشغل، لم يسفر ذلك عن أي حل لأزمة المضيفين، مما أدى بهم إلى الدخول، منذ يوم الاثنين، ما قبل الماضي في اعتصام مفتوح في مقر شركة «أطلس بلو» في مراكش، التي لم يعد لها أي أثر سوى المقر، الذي يقضي فيه المحتجون ليلهم ونهارهم، في أفق تحويل الاعتصام إلى ساحة مطار مراكش في الأيام القليلة القادمة، في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم وتسوية وضعيتهم.