بعد ساعات قليلة على تنفيذ شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام» قرار توليها تسيير أسطول شركة الطيران «أطلس بلو»، ابتداء من أول أمس الثلاثاء، تعرض 10 مضيفي طيران يعملون بشركة «أطلس بلو» للتشرد و«الاحتجاز» داخل مطار «أورلي» في العاصمة الفرنسية باريس، بعدما رفض الطاقم المسؤول عن الطائرة التابعة لشركة إدريس بنهيمة السماح لهم بالعودة على متن الطائرة، بسبب رفضهم التوقيع على عقد جديد، يتحولون بموجبه من عاملين بشركة «لارام» إلى عاملين بشركة «أطلس بلو»، في ظل وضعية «غامضة». واستنادا إلى معلومات مؤكدة حصلت عليها «المساء»، فإن الشبان العشرة توجهوا إلى مطار «أورلي» على متن الطائرة التابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية، التي يوجد على رأس إدارتها إدريس بنهيمة، لكن عندما كان المضيفون العشرة بصدد الصعود إلى الطائرة، التي كانت ستتوجه في حدود الساعة السادسة صباحا صوب مطار مراكش المنارة، منعوا من الصعود من قبل العاملين بالشركة، فدخلوا معهم في مشادات كلامية، الأمر الذي أدى إلى تأخر الطائرة عن الإقلاع بحوالي خمس ساعات. وبعد احتجاجات المضيفين العشرة، الذين رفضت الطائرة نقلهم إلى مدينة مراكش، مسقط رأسهم، تاركة إياهم للمجهول والضياع، تدخلت المصالح الأمنية الفرنسية بعد انضمام المسافرين الأجانب والعرب إلى الاحتجاجات على تأخر إقلاع الطائرة. وأوضحت مصادر كانت في عين المكان أن ممثلين على شركة إدريس بنهيمة، أكدوا للسلطات الفرنسية أن المضيفين العشرة هم مضربون عن العمل ويجب أن تتخذ الإجراءات اللازمة في حقهم، من أجل إقلاع الطائرة صوب مراكش. وقد توجه الشبان العشرة صوب قنصلية المغرب في العاصمة الفرنسية باريس من أجل تخليصهم من الضياع والتشرد الذي عانوا منه بعد تركهم من قبل طائرة شركة الخطوط الملكية المغربية، لكن «تعامل المسؤولين معنا داخل القنصلية لم يكن في المستوى المطلوب»، يوضح مصدر تحدث إلى «المساء». وبعد تدخلات من قبل بعض الجهات، سمحت الشركة للعاملين في شركة «أطلس بلو» بالسفر على متن الطائرة التي حطت بمطار المنارة في حدود الساعة الرابعة من عصر أول أمس الثلاثاء. هذا، ومنعت شرطة مطار مراكش المنارة عددا من مضيفي الطيران العاملين في شركة «أطلس بلو» من صعود الطائرات بدعوى أن أسماءهم غير موجودة في اللوائح المسلمة إليهم من لجنة تابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية، وقد كان من المفترض أن يشرف المضيفون الممنوعون من صعود الطائرات على الرحلات المتوجهة صوب «مارسيليا» و»نيس» و»بوردو». وقد دخل عدد من العاملين في شركة «أطلس بلو» في مشادات مع أحد ممثلي «لارام» بعض ضبطه يوزع بطاقات «عضو الطاقم» داخل مطار مراكش، والتي يتسلمونها عادة من مديرية الطيران المدني في وزارة النقل والتجهيز. وأوضح بعض العاملين في شركة «أطلس بلو»، في حديث إلى «المساء»، أن «بطاقة الطاقم»، وهي بطاقة شخصية، «لا يتسلمها إلا المعني بالأمر من وزارة النقل والتجهيز» بعد أن يتم التأكد من السلامة الصحية للمضيف من لدن الطاقم المكلف بالمستشفى العسكري في الرباط، معتبرا أن توزيع هذا الشخص للعشرات من البطاقات الشخصية أمر «مخالف للقانون». وأكد المحتجون أن بنهيمة يزيد، بقراراته هذه، درجة الاحتقان الاجتماعي، في الوقت الذي من المفروض أن يتفادى فيه تأزيم وضعية أزيد من 260 أسرة أضحت عرضة للتشرد بقرارات «غير محسوبة»، على حد قول المحتجين.
